الأحد، 23 فبراير 2014



التربية والتعامل مع الصغار ليس بالأمر السهل ولا البسيط،فالطفل هو كيان مستقل ، من الممكن تهذيبه وتعديل سلوكه ، فهو كالشجرة له كيان خاص وجذور لن تتغير، ولكن تكتسب من خلال الوراثة ، ويمكن إجراء تعديلات لعوامل البيئة المحيطة وهي : الأسرة والمدرسة والمجتمع الخارجي ،وهذه العوامل الخارجية تهذب الجذور والطباع الخاصة بالطفل .

ومن خلال اللعب يستطيع الطفل في المراحل المبكرة، اكتساب المهارات المتعددة ، خاصة في المراحل العمرية الأولي، وفي هذه المرحلة تقود الأم أو الأب البادرة لإسعاد الطفل وتنمية المهارات الأولية والتعرف علي المحيطين ،وتكوين خبرات ،إلا أننا نلاحظ الشخصية المستقلة للطفل والتي تنمو مع الوقت . وتكمن أهمية الاندماج مع الطفل منذ المراحل الأولي ، في تخطي صعوبات تكوين الصداقة مع الطفل ،والتي تزداد تعقيدا بمرور الوقت حتي يصل طفلك لمرحلة المراهقة ،ومحاولة إثبات ذاته واستقلاليته .

الطفل منذ البداية ينظر إليك علي أنك قدوة له ،فيجب مراعاة أنه ملاحظ جيد لكل تصرفاتك ، لذا فالمصداقية مهمة جدا في هذه الأحوال حتي تكسبين ثقته ، ومن المهم وضع حدود للتعامل مع الطفل أساسها الإحترام والحنان المتبادل ،كونك صديقة له ،مع الحفاظ علي مكانتك كأم .

تعلمي أن تقولي لا وبحسم في الأمور التي تتطلب الحسم حتي يتعلم الطفل ويتخلص تدريجيا من البكاء والعناد،وتعلمي أن تضعي لطفلك مجموعة من القواعد والقوانين التي تضمن التزامه وسلامته ، وأن واجبك حمايته ، وعليه أن يحترم ذلك .

يجب أن يشعر أنك صديقته بطريقة غير مبالغ فيها ، ودون التدخل في شئونه الخاصة وإعطائه مساحة من الخصوصية والتصرف تحت رعايتك ،حتي يشعر بالمسئولية .فيكون تدخلك في حياته مقبولا ومتوازنا ،لانك بالفعل صديقة له بعد كونك أمه، علميه كيف يتخذ قراراته بمفرده مع أهمية التواصل معه ، حتي يشاركك أفكاره ومشاعره ، ويجب أن تتحلي بالصبر ولاتطلقي الاحكام فيما يخصه ،وأن تكوني مدركة أن المهمة الأساسية هي في حمايته .

عليك أن تشجعيه علي التحدث عن روتينه اليومي وأصدقائه وحياته في المدرسة والنادي ، وأن تتواصلي مع معلميه في المدرسة ، واجعليه يشعر بأنه يريد تشاركيه أفكاره ومشاعره دون تقييده بالأسئلة ،مع استعدادك لتقديم إجابات عن أسئلته التي يطرحها عليك .

ومع تطور الطفل ووصوله لمرحلة المراهقة ، ونظرا لحساسية هذه المرحلة، يجب أن تشعريه بأنه سيتحمل المسئولية قريبا وأن تعلي من إمكاناته وأن تساعديه في تنمية مواهبه ،لما لها من أهمية قصوي في هذه المرحلة بالذات لأن فيها تتشكل شخصية المراهق وتتبلور . وأن تبني نوعا من الثقة معه حتي يشعر أن لديه الحرية في التحدث معك في مختلف الأمور وأنه سيجد النصيحة والرأي السديد.

لماذا الانثى اكثر قدرة على تحمل الالم

  
من الواضــح ان الانثى اكثر حســاسية وشفــافية من الرجــل في الجــانب الحسي والمعنوي 
ان الاحســاس بالظلم والقهــر هــو احســاس نفسي جسدي والرجل بقدراتــه المختلفــه عن الانثى يسعى دائمــا للتخلص من تلك الالام والابتعــاد عنهــا بحكم طبيعتــه وقد يكون لب شخصيــته هو الهروب عن القهــر والاستقلاليه والاعتداد بالشخصيــه وهــو احد اهــم معــاني الرجوله .

ولكن من الواضح ايضــا ان الانثى اكثر قدرتــا واستيعــابا وصبرا وجلدا على تحمل الالم
واستيعــاب القهر والظلم 

رغم ان تلك الشفــافيه والحســاسيه التي تتمتــع بهــا تستدعي من باب اولى ان تكون اقل صبرا 
فكيف تجتمــع تلك التنــاقضــات في الانثى .

سوف اجتهــد في تحليل ذلك التنــاقض وهــو راي شخصي
يخضع للنقــد وربمــا ماسأقوله صحيحــا وربمــا يكون خطــاء ولكنــه اجتهــاد .


الانثى في مقتبل حيــاتهــا تكون بدرجــه متدنيــه في القدره على التحمل والصبر ولكــن غريزتهــا وفطرة الله التي وضعهــا فيهــا تجعــل استعدادهــا النفسي اقدر على تحمل الصعــاب النفسيه خــاصتــا والجسديــه ايضــا وذلك استعدادا لتحمل معــاناة الحمل والولاده .
ففي مراحل الحمل ولحظــة الولاده تتحمل الانثى قدرا من الالم لا يتحمله كل رجال وابطــال الارض والتــاريخ 
وهذه حكمــة الله ان جعــل في نفس تلك المرأه القدره على استيعــاب القهــر والصبر عليــه وكأن تلك اللحظــات المؤلمــه في الولاده وتلك الايــام المتعبــه في الحمــل وكأنهــا تدريب على قهـر اخــر قد يأتي من الرجل وقد يأتي من الحيــاه وقد يأتي من المجتمــع . ان ذلك الاحســاس بالصبر والجلد على المتــاعب يفتقده الرجــال كثيرا وهــو معــنى الانثى ومعنى من معــاني الامومــه .

ربمــا تجد البنت في مقتبل عمرهــا لا تتصورون قدر المعـاناه ولا يتوقــعون انهــا معــاناة حقيقــه ولا تتصور انهــا قد تستطيعــون ان تتحمل موجهتهــا ولكن الانثى مع الزمن تتشكل نفسيتهــا بدرجــه تيقض فيهــا احســاس الجلد والصبر بحيث تستعــد لمرحلة الالم الاكبر في لحظــة الولاده