الثلاثاء، 2 يوليو 2013

قواعد فن الاعتذار




لا يوجد  أحد علي وجه الأرض لا يخطئ ، فطبيعة الانسان أن يخطئ ، ولا عيب في الخطأ بحد ذاته ، و إنما العيب كل العيب هو عدم الإعتراف بالأخطاء أو أن نعرف أننا أخطأنا  بحق أحد ما  ونكابر ولا نعترف بوجوب الإعتذار

ويمثل الاعتذار  مظهرا حضاريا ، فهو إنعكاس لنضج الإنسان وثقته بنفسه ، لكن ما يحدث في مجتمعاتنا العربية  هو أننا نصنف الإعتذار على أنه  مظهر من مظاهر الضعف، رغم أنه العكس تماما، فلا ينم الإعتذار إلا على شخصية قوية ونبيلة

فقد نجد أن الغرب  لديهم ما يسمى بثقافة الإعتذار فتجد الكبير يعتذر قبل الصغير مهما كان العمر أو المنصب فطالما اخطأ وجب الإعتذار فورا ، إعتذار بكل حب و إعتذار صادق ليس فقط بترديد الكلمة وخلوها  من روح الإعتذار التي تشعر من أمامنا أننا ندمنا ونطلب أن يصفح عنا

وهي ثقافة يكاد يكون وجودها في مجتعنا العربي  نادر ،  فكل شخص يقول لماذا
أنا الذي أبدأ بالاعتذار؟   لماذا لا يبدأ هو ؟  وهكذا  يستمر الطرفين لآخر المطاف وتنتهي علاقة سواء كانت صداقة أو حب  أو أيا كانت العلاقة فقد خسروا شيئا جميلا بينهم فقط من أجل إعتذار ، إعتذار صادق كان كفيلا بحل الخلاف. وهذا يرجع لعوامل كثيرة  منها

الأبوين / التربية

المدرسة/ الجامعة

المجتمع

الأبوين / التربية

عندما ينشأ الطفل في بيت  لا يعتذر فيه الزوج لزوجته إذا اخطأ بحقها والعكس إذا لم تعتذر الزوجة عن الخطأ ، سوف ينعكس ذلك بكل تأكيد على شخصية الأفراد بداخل البيت. فكيف ننتظر من الأفراد بداخل هذه الأسرة أن يعرفوا ثقافة الاعتذار وقد شاهدوا والدهم ووالدتهم لا يعتذرون عند الخطأ
 
أيضا الشائع في البيوت العربية أن الأب أو الأم في حال ظلموا أبنائهم لا يعتذروا رغم أنه أمر عادي  ومن شأنه أن يساهم في تنمية ثقافة الإعتذار في نفوس الأبناء

المدرسة/الجامعة

 تلعب المرحلة التعليمية دورا هاما في حياة الفرد وصقل شخصيته ، فيكون المعلم هو القدوة للفرد ويتعلم منه أمورا بجانب ما يتعلمه في بيته ، لذلك من الضروري جدا أن يكون المعلم على قدر من المسؤلية فإنه يربي أجيالا ، فاذا أخطأ بحق أحد الطلاب يجب عليه الإعتذار له أمام الجميع حتى ينمي لدى طلابه روح التواضع  والأخلاق النبيلة ، لكن للأسف هذا لا يحدث أبدا ، ونتيجة لهذا يشعر الفرد أن للمعلم الحق في أن يفعل ما يشاء دون الاعتذار

المجتمع
كما ذكرنا من قبل أن الدين يحثنا علي التسامح والمبادرة بالإعتذار لكن طبيعة المجتمع العربي تعيقه عن فهم هذه القيم ، فتجد الكبرياء يقف حاجزا أمام الأفراد ، كما ينظر الفرد لمكانته في المجتمع هل تسمح له بالإعتذار  والتواضع  وأن الاعتذار سيقلل من شأنه

وفي نهاية هذا المقال نريد أن ندعوكم  لإذابة الخلافات وتقبل الطرف الآخر والتبرير له
والصفح الجميل وأن ننسى سريعا فالحياة أقصر من أن تضيع في خلاف

ونترككم مع بعض أصول  تقديم الإعتذار
 
    إختيار الوقت الملائم للإعتذار
لا تستعن بشخص ثالث لتسوية الخلاف
أعتمد أسلوب ملائم في الإعتذار وفكر مليا فيما سوف تقول
إعتذر بكل رضا ووجه بشوش فهذا يفيد في حل أصعب الخلافات ولا تجعل الإعتذار خالي من المشاعر وكأنك تؤدي واجب ثقيل

إذا أعجبك الموضوع فلا تنسى أن تضع تعليق عليه
وأن تشاركه مع أصدقاءك

تحياتي الخالصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق