1. الانجراف وراء التيار
عندما نصل إلى حالة لا نستطيع فيها اكتشاف الأسباب التي دفعتنا إلى القيام بما نفعله الآن، أو كيف انتهى بنا المطاف للعمل في المجال الذي نحن فيه حاليا، فقد حدث هناك نوع من "الانجراف". ويبدو حينها أننا بدلا من أن نخطط لمسارنا الوظيفي، انجرفنا وراء التيار ووجدنا أنفسنا مستسلمين للأمر الواقع. أو أننا قمنا بإعداد خطة ما، ولكن دون أن نتابع سيرها على نحو كاف، أو أن محن الحياة القاسية قد غيرت فيها، فخرجنا عن المسار الصحيح. إلا أنني قابلت بعض الأشخاص الرائعين الذين وضعوا خطة تهتم بكل مرحلة على حدة وكانوا قادرين على الالتزام بها دون أن يتأثروا بالفوضى من حولهم فوصلوا تماما إلى حيث يريدون.
2. فتور الحماس
إذا كنت تشعر بالحماس حيال وظيفتك الأساسية، فهذا شيء جيد. أما بالنسبة للعديد من الناس، فإن أهمية الوظيفة تكمن في القدرة على دفع الفواتير وسداد الالتزامات، وليس تحقيق الحماس الذي يشعرون به في أعماقهم. ولكن إن وجدنا أن وظائفنا تمنعنا من القيام بما نستمتع به؛ فإن الشعور بالملل إن لم يكن بالضياع أمر محتوم لا مفر منه. إنني أؤمن تماما بأن جداول الأعمال جميعها تحتاج إلى بعض التعديلات لتشتمل على القيام بأمور ممتعة مثل عزف الموسيقى، أو الرسم، أو الكتابة، أو مشاهدة الأفلام السينمائية، أو حتى أداء الأعمال التطوعية.
3. عدم القدرة على تحديد الأهداف
وإلى جانب الحماس، تقع ضرورة وجود هدف جاد وراء ما تقوم به. فقد تمثلت أحد الآثار الجانبية لثورة العمل المعرفية في أن العديد من الأشخاص يعملون في وظائف مجردة بعيدة كل البعد عن ماهية الأهداف، كما لا يشعر المشرفون عليهم بضرورة فهم العلاقات والأفكار التي تربط فيما بينها. فمن الصعب أن تشعر بالحماس تجاه المغزى من الوظيفة التي تقوم بها عندما يكون ما يربط عملك
بالأمور الأخرى ذا معنى سطحي. وقد يكون هذا سببا آخر يدفعك إلى البحث عن مصدر تحفيز إضافي قد يكون هو نفسه الهدف.
4. انعدام الدعم الاجتماعي
من منا مرتبط فعليا بعلاقات اجتماعية توفر له دعما حقيقيا وأساسيا؟ في معظم الأحيان، نحن ننتظم اجتماعيا حول الهوايات والرياضات؛ فمن خلال هذه المجالات نتحدث عن كيفية قضاء الأوقات، إلا أنها لا تمنحنا الروابط الأساسية التي تجمع بين الناس الذين يعتمد بعضهم على الآخر. فنحن نعيش حياتنا بمعزل عن الآخرين إلا في حال كنا نحاول تلبية احتياجات معينة، وهذا من شأنه أن يساهم في شعورنا بالعزلة التي تتزايد يوما بعد يوم خصوصا مع الانتشار الواسع للشبكات الاجتماعية على الانترنت.
5- الحمولة المعرفية الزائدة
ربما يكون هذا البند هو الأسهل في الوصف؛ فهو يؤثر علينا جميعا وبشكل متزايد. فهناك الكثير من المعلومات المتراكمة التي تزداد يوما بعد يوم في أدمغتنا فيتحتم علينا إدارتها بفعالية، وإن لم يكن هناك نظام خارجي خاص يساعد في إدارة هذه المعلومات؛ فسينتهي بنا المطاف مثقلين بها، مما سيقودنا إلى الشعور بأننا غير قادرين على تحمل المسؤوليات والواجبات التي لا نهاية لها. فأدمغتنا ليست مطورة بشكل يستوعب الكم الهائل من المعلومات والنزعات الاستهلاكية والمجتمعات التكنولوجية المليئة بالبيانات؛ وبالتالي ينبغي علينا أن نجد الأدوات التي ستفرغ هذه الحمولة المعرفية لدينا.
6. التركيز على مصادر تشتيت الانتباه
إنني أنظر إلى هاتف الآيفون الخاص بي مرة يوميا وأنا أفكر جديا في التخلص منه بطريقة ما. فهناك طرق كثيرة تحملنا على "الارتباط" بأمور تخصنا؛ إلا أن الإفراط في هذا الارتباط قد يقود إلى تشتيت الانتباه. فإن لم تكن قادرا على تركيز كامل طاقاتك وجهودك على مشروع واحد دون أن ينصرف انتباهك إلى هاتفك الذكي أو بريدك الإلكتروني، أو خدمة الأخبار التي يوفرها لك هاتفك من خلال غوغل، أو شاشة التلفاز أو أي شيء آخر يصدر الأصوات؛ فإنك ستشعر حتما بالانفصال عن المشروع أو حتى بالضياع حيال إنجازه. وبالتالي ينبغي علينا أن نحد من تأثير مصادر تشتيت الانتباه هذه حتى نتمكن من إنجاز أعمالنا بجودة عالية؛ لأنه وببساطة لا توجد هناك أية طريقة أخرى تساعدنا في إنجاز أعمالنا على الدوام وتشعرنا بالرضا حيال النتائج.
7. الأنظمة الغذائية السيئة تشوش الدماغ
نعلم جميعنا الآن أن تعلقنا بالوجبات السريعة يؤدي إلى انتشار البدانة وبعض المشاكل الصحية المتعلقة؛ مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وداء شريان القلب التاجي. كما أن هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن كمية الدهون المشبعة والصوديوم والكربوهيدرات البسيطة التي نتناولها تؤثر سلبا في قدرتنا على التفكير بوضوح. وبمرور الوقت، قد يصبح هذا العجز في الذاكرة وفي سرعة التفكير عاملا أساسيا في شعورنا بالضياع؛ لا سيما إذا ألقينا نظرة على الماضي في الوقت الذي كانت فيه إمكانياتنا هذه أفضل بكثير مما هي عليه الآن. وهذا سبب آخر يدفعنا إلى الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والبدء في إعداد الطعام في المنزل.
8. الصور الإعلامية تخلق توقعات خاطئة
دائما ما نندفع وراء ما هو "كامل" و"نموذجي" من الصور التي تنتجها وسائل الإعلام الانتهازية؛ مثل الحصول على جسم عارضات الأزياء، أو امتلاك سيارة من نوع (لكزس – Lexus)، فجميعها أوهام تجارية. ولكن متى وجدت نفسك تحاول الوصول إلى هذه الأوهام وفشلت في الحصول عليها فستشعر بالإحباط، فتفكيرنا ينصب على أن هذا هو النجاح، فإن لم نحصل عليه فكيف سنحقق ذاتنا إذن؟ تذكر أن الأثر المترتب على ذلك يزداد تدريجيا؛ فعادة ما نسأل أنفسنا هذا السؤال دون حتى أن نفكر فيه. وبمرور الوقت، ستقودنا هذه الأسئلة إلى الشعور بالضياع. ولكن إذا قمنا بتذكير أنفسنا على الدوام بأن "البيع" هو المحرك الأساسي لكل وهم تجاري نراه بأعيننا فلن نشعر بالضياع؛ فليس هناك أي معنى للحيل الدعائية التي يقوم بها البائع إن لم يكن هناك مشترى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق