الاثنين، 16 سبتمبر 2013

تواصلي مع نفسك بطريقه صحيحه

 
في وقتٍ تنظرين فيه حولك لتري الجميع يحبّ، يغرم ويعيش هذه الحالة الوردية الجميلة، بالطّبع تتمنّين أن يكون لك فارس أحلامٍ يمطر عليك بالورود والهدايا كتعبيرٍ عن حبّه اللامتناهي لك. 

لعلّك الآن جالسةٌ أمام التلفاز تشاهدين نجمات العالم يتبخترن بأجمل الأزياء والمجوهرات من المصمّمين العالميّين، وتقارنين نفسك بهنّ. هنّ يشاركن في الحفلات وينلن الجوائز فيشكرن دعم شركاء حياتهنّ لهنّ، الذين من دونهم لم يكنّ قادرات على تحقيق ما حقّقنه. تشاهدين وتتنهّدين حاسدةً إيّاهنّ على هذه السعادة، التي برأيك لن تحصلي عليها لأنّك غير محبوبة.

في الواقع يضعنا المجتمع في إطار لا يمكن الخروج منه، إطارٌ يربط قيمة الفرد كفرد بالشباب، الجمال، المال، السلطة، والعلاقات الرومنسيّة. إن كانت قيمتك الذاتيّة ترتكز على هذه العوامل الخارجيّة ستبقين طوال حياتك تنظرين إلى نفسك بنظرةٍ دونيّة ولا تقدّرين شخصك لما هو عليه. وستنظرين دائمًا إلى ما يملكه غيرك وتتمنّين أن تملكيه.

هل نشأت مع أقارب لك أفضل منك في كلّ شيءٍ؟ أو مع أهلٍ حجّموا أفكارك، أفعالك وأحلامك؟ هل تعرّضت للمضايقات والتنمير في المدرسة؟ هل ظننت أنّك وحيدة وغير محبوبة يومًا؟ هل استمرّت هذه المشاعر حتّى الرشد وتوسّعت لتطال عملك وشركاء حياتك؟

لربّما هو الوقت المناسب لتكوني صادقةً تجاه نفسك، ولتتوقّفي عن إخفاء مشاعرك عبر تناول الطعام والشراب، أو التسوّق بكثرة للتناسي حزنك وألمك. قد حان بالتأكيد وقت أن تفهمي المعنى الحقيقي وراء حبّك لنفسك.

إليك ما يعنيه حبّ الذات. حبّ الذات لا يعني أوّلًا أن تجعلي من نفسك فقط محور العالم وأن تسعي خلف ما تريدين على حساب أذى الآخرين. تقدير الذات ليس شيئًا يمكنك ابتياعه مع سيّارة جديدة أو ملابس جديدة. حبّ الذات لا يعني أيضًا أن تكوني سعيدة دومًا من دون أن تجرّبي الحزن أو الغضب أو أيّ مشاعر سلبيّة.

حبّ الذات يعني أن تتوقّفي عن تعيير نفسك بما لست أنت عليه، أن تتوقّفي عن الحكم على نفسك وتوبيخها بقسوة، وأن تتوقّفي عن الانتقاد الدائم لشكلك ولحياتك عامّةً. هو يعني أيضًا أن تبتعدي عن كلّ شخصٍ يعرّضك للأذى، أن تواجهي من جرحك يومًا، أن تبحثي عن وظيفةٍ تناسب قدراتك ومواهبك. حبّ الذات هو أن تتقبّلي أن الشعور بالألم هو خطوة أساسيّة للتعافي من كلّ جرحٍ وأنّه يمكنك أن تبكي على كلّ ما مررت به من أسى في طفولتك أو في حياتك عامّةً. قد يعني أيضًا أن تجدي الشخص المناسب ليساعدك على تكوين طاقة إيجابيّة تجاه نفسك.

أحيانًا نجد تصديق كلّ ما نراه في نفسنا من سلبيّاتٍ أسهل من تقدير الذات وتصديق أنّنا نستحقّ الحبّ. نقطة الانطلاق تكون دائمًا بتغيير نظرتك لنفسك وأفكارك تجاه ذاتك والباقي سيصلح نفسه بنفسه.

من الطرق الفضلى لتغيير رأيك بنفسك هو تعلّم الوثوق بحدسك وأحاسيسك. إن كنت ستحبّين نفسك، من الضروري أن تثقي بها، بحدسك وبالصوت الموجود في داخلك والذي كنت تتجاهلينه لسنواتٍ. تواصلي مع نفسك قدر المستطاع وبالطريقة التي تناسبك كالصلاة أو التأمّل مثلًا وستكتشفين أنّك محبوبة على الرغم من السيّئات التي تجدينها في نفسك. وعندما تلمسين هذا الحبّ غير المشروط الذي يتوفّر للجميع في كلّ الأوقات، عندها فقط ستسامحين نفسك لأنّك غير كاملة وستحسنين معاملة ذاتك والآخر.

ما علاقة هذا الموضوع كلّه بإيجاد شريك حياتك الذي سيهديك الورود والهدايا؟ إنّه على علاقة تامّة، فإن قضيت وقتك في تحطيم نفسك وبالشعور بأنّك غير محبوبة، لن تكوني جذّابة في نظر الآخرين. في حين أنّه إن اقتنعت بجاذبيّتك وعملت على حبّ نفسك وتقديرها على الرغم من أنّك لست كاملة وتشوبك سيّئات تتقبّلينها سينجذب الآخرون تجاهك وتجاه طاقتك الإيجابيّة. ولن يهمّك حتّى بعدها إن أتتك الورود من حبيبك أو إن كنت أنت قد أهديتها بنفسك لذاتك المميّزة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق