الاثنين، 8 يوليو 2013

الاحساس بالذنب ج 2



 
ب. تعاليم الإنجيل
من الصحيح أن بعض المشاكل العاطفية والنفسية يمكن أن تنشأ عن خلل عضوي في الغدد أو الدماغ، وأن بعض الأمراض الجسدية تسبب مشاكل عاطفية. مع ذلك، تنشأ هذه الأمراض نتيجة لعجز أو خلل عضوي، والذي يمكن اكتشافه عن طريق الفحص الطبي. ينبغي أن تكون هناك بعض الاختبارات أو الأدلة الفيزيائية على وجود خلل عضوي في بعض أجهزة الجسم.  
في حين أن الخطيئة قد تشبه المرض في بعض النواحي، فإن إدعاءات علماء النفس تتناقض مع الكتاب المقدس في النواحي التالية:
يقول الكتاب المقدس أن الخطيئة، خلافا للمرض، هي شيء يمكننا اجتنابه والتغلب عليه.
ليست الخطيئة قوة خارج نطاق أنفسنا، وهي ليست فوق نطاق قدرتنا على مكافحتها بنجاح.
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٣ ـ ـ لم تصبكم تجربة إلا وهي على مقدار وسع الإنسان؛ إن الله أمين فلن يأذن أن تجربوا بما يفوق طاقتكم، بل يؤتيكم مع التجربة وسيلة الخروج منها بالقدرة على تحملها.
رسالة بولس إلى أهل فيليبي ٤: ١٣ ـ ـ أستطيع كل شيء بذاك الذي يقويني.  
رسالة يعقوب ٤: ٧ ـ ـ فاخضعوا لله، وقاوموا إبليس يول عنكم هاربا.
رسالة بطرس الأولى ٥: ٨، ٩ ـ ـ اصحوا واسهروا، فإن إبليس خصمكم يجول كالأسد الزائر باحثا عن فريسة ليبتلعها. فقاوموه، راسخين في الإيمان.
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ١٠ـ ١٨ ـ ـ باستخدام الدرع الذي يوفره الله لنا، نستطيع مقاومة مكايد إبليس والوقوف في وجه حيله وإخماد جميع سهامه النارية (التجارب). سبب فشلنا في مقاومته، هو عدم استخدامنا للدرع الذي يوفره الله لنا.
يقول الإنجيل أن الله يوفر لنا كل ما نحن بحاجة إليه للتغلب على الخطيئة. إذا استخدمنا الوسائل التي يوفرها الله، تصبح مقاومة الإغواء ضمن نطاق قدرتنا دائما. إذا فشلنا في استخدام سلطة الله، فسوف نفشل في المقاومة. لذا، ليس هناك عذر للخطيئة.
[نجيل يوحنا ٨: ٣١ـ ٣٤]
وبالتالي يحمل الله البشر مسؤولية خطاياهم.
لا يجوز لنا، عند ممارستنا لسلوك خاطئ، تبرير أنفسنا بحجة أنه لا ينبغي محاسبتنا لأننا لم نتمكن من تمالك أنفسنا
إنجيل متي ١٣: ٢٠، ٢١ ـ ـ في مثل الزارع، تمثل الأرض الحجرية أولئك الذين يتعثرون عند مواجهة الشدة والاضطهاد. على الرغم من مشاكلهم، فإن الله لم يعذر خطيئتهم، بل خلص إلى أنهم ليسوا تربة طيبة.
سفر الأمثال ٢٤: ١٠ ـ ـ إن استرخيت في يوم الضيق، ضاقت قوتك. سبب استسلامنا للخطيئة، حتى لدى مواجهتنا صعوبات جمة، هو أن قوتنا محدودة، وليس لعدم تمكننا من تمالك أنفسنا. لا يعفينا هذا من المسؤولية.
إنجيل لوقا ٦: ٢٧، ٢٨ ـ ـ مهما أساء الآخرون معاملتنا، فليس هناك ما يبرر ارتكابنا للخطيئة. بدلا من ذلك، يتوقع منا يسوع أن نحسن إلى أولئك الذين يسيئون إلينا
خلافا للمرض، يمارس الناس الخطايا من أجل المتعة وتلبية لرغباتهم الخاصة.
رسالة يعقوب ١: ١٤، ١٥ ـ ـ لكل إنسان شهوة تجربه فتفتنه وتغويه. والشهوة إذا حبلت، ولدت الخطيئة؛ والخطيئة، إذا تم أمرها، خلفت الموت. يخطئ الناس لأن في هذه الخطيئة ما يفتنهم أو يجذبهم أو يغريهم. هل هذا هو سبب إصابة الناس بالأمراض؟
رسالة يوحنا الأولى ٢: ١٥ـ ١٧ ـ ـ لا تحبوا العالم وما في العالم. من أحب العالم، لم تكن محبة ألآب فيه. لأن كل ما في العالم من شهوة الجسد وشهوة العين وكبرياء الغنى، ليس من ألآب، بل من العالم. تقودنا الشهوات البشرية إلى محبة العالم وإثارة استياء الله. يرتكب الناس الخطيئة لأنهم يجدونها أكثر جاذبية من القيام بالشيء الصحيح.
رسالة بولس إلى تيطس ٣: ٣ ـ ـ فإننا نحن أيضا كنا بالأمس أغبياء، عصاة، ضالين، عبيدا لمختلف الشهوات والملذات، نحيا على الخبث والحسد، ممقوتين يبغض بعضنا بعضا. يخطئ الناس لأنهم يستسلمون لشهواتهم وملذاتهم، وليس لإصابتهم بأمراض لا يستطيعون مقاومتها.
الرسالة إلى العبرانيين ١١: ٢٤ـ ٢٦ ـ ـ آثر موسى أن يشارك شعب الله في عذابه على التمتع الزائل بالخطيئة، لأنه كان يطمح إلى الثواب. كان موسى قادرا على الاختيار بين أن يخطئ أو ألا يخطئ. هذا مثال ينبغي علينا الاقتداء به. إذ كنا نقدر المكافأة التي أعدها الله لنا حق قدرها، فسوف نقاوم نحن أيضا إغراء الخطيئة.  
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ٦ ـ ـ كان شعب إسرائيل عبرة لنا لئلا نشتهي الأشياء الخبيثة. لقد أثموا بسبب شهواتهم. بوسعنا أن نقاوم الخطيئة، كما أن الله يتوقع منا القيام بذلك.
رسالة بولس إلى أهل أفسس ٢: ٣ ـ ـ وكنا نحن أيضا جميعا نحيا في شهوات جسدنا، ملبين رغبات الجسد ونزعاته، وكنا أبناء الغضب. يرتكب الناس الخطيئة لتلبية شهواتهم ورغباتهم.
هل يصاب الإنسان بالسرطان، الذبحة الصدرية، الروماتيزم، وأنفلونزا المعدة لأن تلك الأمراض هي من المتعة بحيث أن الناس يودون المشاركة فيها؟ يصاب الناس بالأمراض، ليس بسبب رغبتهم فيها، ولكن بسبب عدوى الجراثيم وما إلى ذلك. يبحث الخطاة في كثير من الأحيان عن طرق لتبرير مواصلة سلوكهم. لكن ليس هناك من يحاول تبرير مواصلة إصابته بالمرض؛ نحن نريد الشفاء منه!  
من الصحيح أنه، بعد ممارسة الخطيئة بفترة قصيرة، يجد الناس أنها ليست بالمتعة التي كانوا يتوقعونها. لكنهم مع ذلك يستمرون في ممارستها لأن العادة قد استولت عليهم ـ إنهم "مدمنون" ويجدون صعوبة بالغة في الإقلاع عنها (كما في حالة الإدمان على الكحول والمخدرات). مع ذلك، فإنهم قد وقعوا في الخطيئة لاختيارهم نمطا من المعيشة أدى بهم إلى هذه العادة. لهذا السبب، فإنهم لا زالوا مسئولين أمام الله، حتى إذا كانوا يرغبون في الإقلاع عن إدمانهم.       
[رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١، ٤؛ إنجيل لوقا ٨: ١٤]
خلافا للأمراض، غالبا ما يشجع الناس غيرهم على المشاركة في الخطيئة.
هل يشجع الناس أصدقائهم، الذين يهتمون بشأنهم، على الإصابة بأزمة قلبية أو ورم في الدماغ؟ لا، لكن الناس غالبا ما يشجعون الآخرين على ارتكاب الخطيئة.
سفر التكوين ٣٩: ٧ـ ١٢ ـ ـ أرادت زوجة فوطيفار أن ترتكب الزنا مع يوسف، وطلبت منه ذلك مرارا. هل من شأن أي شخص أن يغري شخصا آخر بالإصابة بالتهاب الزائدة الدودية؟
سفر التكوين ٣: ١ ـ ـ بعد أن أخطأت حواء، حثت آدم على أن يخطئ مثلها.
كتاب أعمال الرسل ٥: ١ ـ ـ أتفق حننيا وسفيرة معا على الكذب بشأن عطيتهم إلى الكنيسة.
لماذا يشجع الناس غيرهم على الخطيئة في بعض الأحيان؟ بسبب المتع الحسية. فهم يظنون أنها ممتعة، تؤدي إلى تحسين العلاقات الاجتماعية، أو غيرها من الفوائد. هل هناك من يشجع شخصا آخر على التقاط عدوى مرض ما؟
خلافا للمرض، يقول الله أن مصير الخطاة هو العقوبة الأبدية.
لا يعاقب الله الناس لإصابتهم بأمراض جسدية تقع حقا خارج نطاق سيطرتهم. لكنه سوف يعاقب البشر على خطاياهم، بما في ذلك الخطايا التي كثيرا ما يقول علماء النفس أن الناس ليسوا مسئولين عنها.
إنجيل متي ٢٥: ٤٦ ـ ـ سيذهب الملاعين إلى العذاب الأبدي.
رسالة بولس إلى أهل رومية ٢: ٥ ـ ١٠ ـ ـ سيكون الكرب والضيق من نصيب أولئك الذين لا يتوبون بل يستمرون في العصيان.
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٥: ١٩ـ ٢١؛ رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٦: ٩ـ ١١ ـ ـ أولئك الذين يعملون أعمال الجسد لا يرثون ملكوت الله. يشمل هذا الزنا، السرقة، الشذوذ الجنسي، إلى آخره.
رؤيا يوحنا ٢١: ٨ ـ ـ أما الجبناء وغير المؤمنين والأوغاد والقتلة والزناة والسحرة وعابدي الأوثان وجميع الكذابين، فنصيبهم في المستنقع المتقد بالنار والكبريت، إنه الموت الثاني.
حقيقة أن الله سوف يحكم على الخطاة بالعقوبة الأبدية تثبت أنهم مسئولون عن خطاياهم.
خلاف للمرض، يقول الكتاب المقدس أن بوسع المرء أن يختار التوبة وأن يكف عن ممارسة الخطيئة.
في الواقع، فإن هذا هو حل الكتاب المقدس لمشكلة الخطيئة. حقيقة أن الله يطالب الناس بالكف عن ممارسة الخطيئة يثبت أنهم قادرون على ذلك، لذا فإنهم عرضة للمحاسبة. لكن هل هناك من لديه القدرة على الشفاء من المرض لمجرد أنه قد أسف على إصابته به ويرغب الآن في الإقلاع عنه؟
سفر الأمثال ٢٨: ١٣ ـ ـ من كتم معاصيه لم ينجح، ومن اعترف بها واقلع عنها يرحم. يصاب الناس باضطرابات عاطفية من جراء الخطيئة لأنهم يحاولون التستر عليها. لن يؤدي بهم هذا إلى النجاح، بل إلى الشعور بالذنب والذي يظهر بشكل مشاكل عاطفية. الحل هو الاعتراف بالخطيئة والإقلاع عنها لكي يغفرها الله.
سفر المزامير ٥١ : ٢، ٣، ٨ ـ ١٠ ـ ـ اغسلني كثيرا من إثمي، ومن خطيئتي طهرني. لأني أنا عارف بآثامي، وخطيئتي أمامي في كل حين. احجب وجهك عن خطاياي، وامح جميع آثامي. يتطلب الحل الحقيقي أن نندم ندامة توافق مشيئة الله، أن نتوب، أن نعترف، وأن نطلب المغفرة.
سفر المزامير ٣٢: ٥ ـ ـ اعترف لك بخطيئتي ولا أكتم إثمي، قلت، "اعترف للرب بمعاصي"، وأنت رفعت وزر خطيئتي.  
سفر المزامير ٣٨: ١٨ ـ ـ أعترف جهرا بإثمي، وأحزن من أجل خطيئتي.
كتاب أعمال الرسل ٨: ٢٢ ـ ـ فاندم على سيئتك هذه وأسال الرب لعله يغفر لك ما قصدت في قلبك.
رسالة يعقوب ٥: ١٦ـ ـ فليعترف بعضكم لبعض بخطاياه وليصل بعضكم لبعض كي تشفوا.
حتى في الحالات المتطرفة، فإن التصرفات الشاذة والأطوار الغريبة لدى المصابين بالمشاكل العاطفية غالبا ما تنشأ وتستمر كستار لصرف الأنظار عن السلوك الخاطئ. إنهم يسعون سواء شعوريا أو لا شعوريا إلى إقناع الآخرين بعدم توازنهم الذهني وبالتالي فإنهم ليسوا عرضة للمحاسبة
ولكن حتى في الحالات المتطرفة، فإن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها هذه الفئة من الناس هي أنهم يعرفون، لا شعوريا على الأقل، بأنهم قد اقترفوا شرا. إنهم قادرون على فهم رسالة الإنجيل، التوبة، وطلب المغفرة من الله. هذا هو الحل الحقيقي لهذه المشكلة، والأكثرية هم قادرون على القيام به.
عندما يطالب علماء النفس بعدم محاسبة هؤلاء، فإنهم يساهمون، ليس في حل المشكلة، ولكن في استمرارها! هناك أمل للشخص المضطرب عاطفيا أو عقليا عندما يصبح مستعدا للاعتراف بخطيئته والكف عن ممارستها (طالع آدمز، صفحة ١٤، الجزء السابع عشر، ٣٠، ٣١، ٣٣).
[رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٧: ١٠؛ رسالة بطرس الثانية ٣: ٩]

ثالثا. غالبا ما يحث علماء النفس الأفراد على تقبل أنفسهم كما هم دون تغيير سلوكهم الآثم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق