الاثنين، 29 يوليو 2013

الشباب وفن الحياه

 
تعد حياة الإنسان سلسلة متتابعة منذ أن كان جنينا في بطن أمه، ثم أصبح وليدا يصارع صدمات الحياة و صعوباتها و مشاكلها، ثم طفلا يحتاج إلى من يتطفل عليه حتى ينمو و يشب إلى مستوى يمكن أن يعتمد على نفسه و يصبح قادرا على مواجهة مسؤليات الحياة و التي لا تكون إلا بعد دخول مرحلة الشباب. و تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر فيها الفرد ، حيث تبدأ شخصيته بالتبلور. و تنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات و معارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، و العلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد صياغتها ضمن اختياره الحر. و إذا كان معنى الشباب أول الشئ، فإن مرحلة الشباب تتلخص في أنها مرحلة التطلع إلى المستقبل بطموحات عريضة و كبيرة
مفهوم الشباب: ومفهوم الشباب يتسع للعديد من الاتجاهات التالية:
الاتجاه البيولوجي: وهذا الاتجاه يقوم اساس على الحتمية البيولوجية باعتبارها مرحلة عمريه أو طور من أطوار نمو الإنسان، الذي فيه يكتمل نضجه العضوي، وكذلك نضجه العقلي والنفسي والذي يبدأ من سن15-25، وهناك من يحددها من 13-30.
الاتجاه السيكولوجي: يرى هذا الاتجاه أن الشباب حالة عمريه تخضع لنمو بيولوجي من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى. بدءا من سن البلوغ وانتهاء بدخول الفرد إلى عالم الراشدين الكبار، حيث تكون قد اكتملت عمليات التطبيع الاجتماعي. وهذا التعريف يحاول الدمج بين الاشتراطات العمرية والثقافة المكتسبة من المجتمع .
الاتجاه الاجتماعي: ينظر هذا الاتجاه للشباب باعتباره حقيقة اجتماعية وليس ظاهرة بيولوجية فقط، بمعنى أن هناك مجموعة من السمات والخصائص إذا توافرت في فئة من السكان كانت هذه الفئة شبابا. هذا وقد رأى أحمد الشربيني أن فترة الشباب هى" تلك الفترة من النمو والتطور الانساني التى تتسم بسمة خاصة تبرزها وتعطيها صورتها المميزة.
و هناك عدة أنواع من المشكلات التي يتعرض لها شبابنا في هذه المرحلة العمرية من حياتهم (مرحلة النضج) والتي تتطلب منهم الاعتماد على أنفسهم وتكوين ذاتهم.
ومن أهم هذه المشكلات :

المشكلات الذاتية :
وهي المشكلات التي يتعرض لها الشاب في كيانه والتي تتوجه نحو شخصيته وطموحاته فيمكن أن تكون بسبب مرض أو عاهة جسمية ، فإذا كانت هذه الأمراض حادة ومزمنه فإنها تقلل من كفائته الجسمية والنفسية والعقلية ومن حماسته وقدرته على العمل ، وعلى التركيز الذهني، ومواجهة الأزمات التي يمر بها مما يتولد لدى الشاب إحساسا بالنقص يؤدي إلى حالات من القلق و الحقد والعدوان هذا كله يؤدي إلى سوء التكيف وإلى اضطراب نفسي لدى الشاب.                   
المشكلات الأجتماعية :
تشمل هذه المشاكل في مفهومها العام جميع العوامل الخارجية والاجتماعية والطبيعية فهناك الكثير من الظواهر المستجدة في حياته ـ أي الشاب ـ ومنها الرغبة المتعاظمة والمتزايدة لديه في الابتعاد عن سيطرة الوالدين وسلطتهما، وذلك الميل نحو الاستقلالية يساعده في بناء شخصيته وتكوينها من جميع الجوانب، سواء النفسية والسلوكية والفكرية والعاطفية، وربما يصل به الحد الى أن ينظر الى سلطة الوالدين وكأنها تهدد قيمه وشخصيته وميوله ورغبته الشديدة في الاستقلالية وتكوين الشؤون الخاصة به والتي تختلف عن شؤون الاهل وشجونهم، وتلك الامور الخاصة به تصبح حصيلة لعالمه الداخلي الذي بناه لنفسه، وفي بعض الاحيان يبني صروحا قائمة على اساس احلامه واوهامه ورغباته وعواطفه وافكاره، ثم يحيطها بجدار ويقيم لها حدودا، و تظهر ايضا مشكلات تتعلق بكيفية قضاء الشباب لاوقات فراغهم, . وهناك المشكلات المتعلقة بطموحات واهداف الشباب، ما يقتضي فهم العلاقة الوثيقة بين التوافق ووضوح الاهداف. وهناك التوافق مع سلطة المجتمع حيث يتم توافق الشباب اجتماعياً من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية السليمة في البيت والمدرسة.                                                                                           
وهنا لا بد من ايضاح ان مفهوم كلمة مشكلة لا يعني بالضرورة المعنى السلبي الذي قد يتبادر الى الذهن احياناً, كما لا يعني الاغراق او الخروج على قانون المجتمع ونظامه وقيمة، ولكن ما نعنيه هنا بكلمة "مشكلات" هي جميع المواقف التي يتعرض لها الشباب ويتفاعلوا مع مكوناتها وتحتاج الى حل أو صيغة محددة لاعادة التوازن الى موقف التفاعل.                                        
   
المشكلات المادية :
هذا العنصر بالغ الاهمية وله تأثير هدام في علاقات الشباب فلدى أول مأزق مادي تظهر الأختلافات وتتعاظم المشاحنات وتصل الى حدود مدمرة. وهذا كله سبب العوز المادي ومايتركه من حسرة في قلوب الشباب وخصوصا عندما يصل إلى حد الاحتياجات الأساسية كالمرض والطعام ولمواجهة مشكلات الشباب لا بد من تلبية الحاجات الضرورية في حياتهم ومن هذه الحاجات :      

مع الإشارة غلى أن مفهوم الحاجات مفهوم نسبي يختلف من مجتمع إلى آخر تبعاً لطبيعة وخصوصيات المجتمع المدني، ومستوى التطور الاجتماعي والاقتصادي، ويتفق المتخصصون في العمل مع الشباب على الحاجات التالية باعتبارها حاجات عامة تنطبق على المجتمع وهي:          
•    الحاجة إلى تقبل الشباب ونموه العقلي والجسمي حيث يسعى لإدراك ما يدور حوله.
•    الحاجة إلى توزيع طاقاته في نشاط يميل إليه.
•    الحاجة إلى تحقيق الذات، بما يعنيه من اختيار حر وواع لدوره ومشاركته المجتمعية وشعوره بالانتماء لفكرة أو مجموعة اجتماعية لها أهداف عامة.
•    الحاجة إلى الرعاية والصحة النفسية الأولية والتي من شأنها أن تجعل من نموه نمواً متوازناً وإعطاءه ثقافة صحية عامة تمكنه من فهم التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة كمرحلة حرجة.
•    الحاجة إلى المعرفة والتعليم ، لكونهما توسع الآفاق والمدارك العقلية .
•    الحاجة إلى الاستقلال في إطار الأسرة كمقدمة لبناء شخصية مستقلة وتأهيله لأخذ قراراته المصيرية في الحياة والعمل والانتماء، بطرق طوعية بعيداً عن التدخل.
•    تلبية الحاجات الاقتصلدية الأساسية.
•    الحاجة إلى ثقافة جنسية، خصوصاً في بداية تفتح الشباب ومعرفة المتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة ، وتوفير حد ادنى من الثقافة الجنسية من قبل مراكز الإشراف الشبابي والمجتمعي لتوفير حماية للشباب من الانحراف.
•    الحاجة إلى بناء شخصية قيادية الشابة من خلال تنمية القدرات القيادية وصقلها ، وهذه العملية تحتاج إلى سياسات تربوية مدروسة مقرونة بخبرة عمل ميداني تعزز ثقة الشباب القياديين بقدراتهم.
وأخيراً وليس آخراًما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح نحن نسقط لكي ننهض... ونهزم في المعارك لنحرر نصراً أروع.. تماما كما ننام لكي نصحوا أكثر قوةً ونشاطا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق