الأربعاء، 10 يوليو 2013

مغامره رابحه لا تنسى



 
فى هذا الزمن تُسلط الأضواء على المغامرين وتكتب الصحف عن اناس غامروا بكثيرً من مالهم فى مقابل ان يحققوا مكسباً فى صفقة كبيرة. وتكتب الموسوعات عن أناس غامروا بأن يتسلقوا أعلى الجبال . وتكتب الكتب عن رجال ونساء استطاعوا أن يجلسوا فى منازلهم بمفردهم لمدة سنة او عدة سنوات.
فحقاً كل هؤلاء غامروا مغامرة ولكنها غير محسوبة . مع انها فى قانون عقلهم محسوبة جيداً . فالذى غامر بماله ربح أضعافه والذى تسلق اعلى الجبال اراد ان يدخل الموسوعات والذى عاش بمفرده لبضع سنوات أراد ان تكتب عنه الكتب والصحف
ولكن هناك من غامر حقاً ولكنها مغامرة محسوبة بكل دقة بل وبكل إيمان . هو رجل غامر بكل ما يملك من مال وترك كل العالم ليجلس بمفرده ويتسلق الجبال سنوات كثيرة . ومع ذلك لم يأخذ أرباح من هذا المال ولم تكتب عنه الصحف والموسوعات.
فيا للعجب من هذا الرجل الذى يغامر بكل ما يملك ويخرج إلى مكان لا يعلمه ولا يعلم كيف سيأكل وكيف سيشرب . ولكنه خرج وكله ثقة وإيمان فى الذى خرج من أجله
أنها حقاً مغامرة محسوبة بل بالأحرى مغامرة محسومة مع إنها تتعارض مع العقل والمنطق البشرى ولكنها تتفق مع المنطق الروحى. هذا الرجل الذى غامر وضحى بماله المحدود من أجل ان يربح الغير محدود . وهذا الرجل ظل يتسلق جبل عدة مرات فى الشهر ولمدة سنوات كثيرة لم يطمع فى ان يدخل الموسوعات العالمية ولكنه طمع فى أن يدخل حياة ابدية . هذا الرجل الذى ظل وحده فى مغارة صغيرة تسع فرداً واحداً لم يشتهى أن تكتب عنه الكتب ولكنه أشتهى ان ينفرد بالغير محدود ويحيا معه.
فكل هؤلاء الذين غامروا وكتبت عنهم الكتب والصحف والموسوعات جميعهم ماتوا ولم يبقى الشئ الذى غامروا من اجله. فهم غامروا من أجل شئ زائل .
أما هذا الشخص فقد غامر مغامرة محسوبة ولذلك فقد ربح ما غامر من اجله فهو قد غامر من أجل الغير محدود أما هم فقد غامروا من أجل المحدود .
فهل تعرفون من يكون هذا الشخص ؟؟؟
بالطبع تعرفونه وكيف لا تعرفونه وانا قد رسمت صورته بكلماتي !!! نعم انه هو... شفيع كنيستنا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فليتنا ونحن نحتفل بعيده نتمثل بهى ونغامر كما غامر هو مغامرة محسوبة محسومة من أجل الغير محدود لكى نصل كما وصل هو أيضاً..
وبركة شفاعته تكون معنا.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق