الأحد، 23 يونيو 2013

الانبا موسى والشباب بين الانا والاخر





- بين الأنا والآخر:


توازن آخر نختتم به هذه السلسلة، بين الأنا والآخر. فما دام العالم قد صار قرية صغيرة، والتداخل والتواصل والتفاعل والتكامل، أموراً لابد من معايشتها، إذن، فهناك ضرورة للتعامل مع الآخر بروح طيبة.. ونقصد بالآخر المختلف عنا دينياً أو ثقافياً أو اجتماعياً.. ليس فقط بسبب التداخل العالمى، ولكن بسبب الفهم السليم للدين والحياة.


والآخر ليس عدواً، بل هو أخى فى الإنسانية.. فنحن جميعاً أسرة إنسانية واحدة، جاءت من أب واحد هو آدم، وأم واحدة هى حواء. وجميع البشر خلقوا على صورة الله ومثاله، وفيهم بصمة القدير، وصوت الضمير، وأشواق الخير.
المسيحى يرى فى نفسه:


نوراً.. يجب أن ينتشر فى العالم،
وملحاً.. يجب أن يملح الأرض بالطهارة،
وسفيراً.. ينقل صورة المسيح للكل،
ورسالة.. يقرأها جميع الناس،
ورائحة ذكية.. يسعد بها الآخرون،
وخميرة صغيرة.. تخمر العجين كله.


والمسيحى يرى فى الآخر:


أنه أخ فى الإنسانية،
أو أخ فى الوطن،
أو أخ فى الحياة اليومية،
أو مسيح صغير.. فالكل خلقوا على صورة الله...
والكل مدعون إلى العودة إلى الصورة الإلهية التى خلقوا عليها، وذلك من خلال عمل الفداء والروح القدس.
ففى أعماق كل إنسان، هناك نور داخلى، أو قبس إلهى، يحتاج أن نزيح عنه السواد، ليشرق من جديد.


والصحة النفسية، لها مؤشرات كثيرة، من ضمنها: قبول الذات، وقبول الآخر.. بمعنى أن يقنع الإنسان بعطايا الله له، ويطلب المزيد.. وأن يحب الآخر مهما كانت ضعفاته، لأنه هو أيضاً غير خالٍ من الضعفات.


المسيحية تعلمنا تفاعل الحب، ونشر الخير، وتقديم الخدمة، وتوصينا: "ليكون تقدمك ظاهراً فى كل شئ" (1تى 15:4)، "ليروا (الناس) أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" (مت 16:5).


فليعطنا الرب نعمة ومعونة لنحيا هذه التوازنات المطلوبة فى القرن الجديد، شهادة لمسيحنا، واهتماماً بخلاصنا، وصولاً إلى أبديتنا السعيدة المرتجاه

10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق