الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الاعتراف




لا شيء غير العتراف بانسحاق قلب يجعل الرب أكثر رحمة
التوبة الحقيقية تجعل الله يرسل لنا من السماء شلالات ليس من الماء بل من النعمة الإلهية المقدسة المخلصة
التوبة تشمل ثلاث مراحل:
1- اليقظة والانسحاق
2-الاعتراف بالخطايا
3-الجهاد ضد الخطيئة حتى الموت
(القديس يوحنا الذهبي الفم)

لماذا أتوب اليوم (لسّا بكير)،لدي الوقت! لا أريد التوبة الآن! عندما أشيخ سأتوب حينها!
هذه مكيدة الشيطان الخبيث الذي يسعى بكل جهد إلى ابعاد الناس عن الخلاص.

عندما تقول (لدي الوقت..) (ما زال العمر أمامي...) تبقى من دون قرار، إن الطريق إلى الغد تقود إلى العدم...
كيف تتأكد أنه لديك الوقت؟ هل أنت متأكد أنك ستعيش إلى الغد؟
لنعتبر أنك ستعيش إلى وقت طويل.. ما الذي سيمنعك في المستقبل من استخدام نفس العذر (ما زال لديّ الوقت!)؟ وتخيل أنك ستتوب في ذلك الوقت المتأخر من العمر... كم سيكون لديك شعور بتأنيب الضمير والندم لأنك لم تتب قبل كل تلك السنين، بل متأخراً في الحياة؟ كم سيكون لديك ندم لأنيك أقصيت عنك مثل هذا الفرح السماوي بالتوبة طوال سنين حياتك... لماذا إذاً تؤجل فيما أنت تعرف أنك عاجلاً أم آجلاً ستتوب؟

الاعتراف هو توق سري عند جميع المسيحيين، واتخاذ قرار الاعتراف هو بطولة. ربما ستقول أنك ستخاف عندما تعترف أمام الكاهن (أول مرة) لكن الكاهن (الأب المعرف) سيتفهم خوفك ويساندك وسيفرح بك أكثر مما تتصور، لا تتخيل أن الكاهن سوف ينفعل أو يبدي أي إيماءات تسبب ردة فعل أو أنه سوف يصرخ أو يدينك ... هذا خيال.... لأن الأب المعرف "لا يقصف قصبة مرضوضة" متى 12 : 20

لماذا عليّ أن اعترف؟؟ ألن يغفر لي السيد المسيح إلا إذا اعترفت عند الكاهن؟؟
أهم شيء بالموضوع هو التواضع، والانفتاح على الآخر بدل من التقوقع حول الأنا، لأن الذي لا يفتح قلبه للآخر لا يرى خطاياه. فإذاً إذا قلت أنك لن تعترف هذا يعني أنك لا تعرف نفسك، لا تعرف خطاياك. لا تخدع نفسك بقولك أنا ليس عندي خطايا. لأنه بمجرد قولك هذا فأنت تخطأ، أنت تتكبر، لأنه ليس إنسان بلا خطيئة سوى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح.

لقد أعطى السيد لتلاميذه سلطان حل الخطايا، وهم أعطوه بدورهم إلى خلفائهم وهكذا. عندما يصلي الكاهن لك، فأنت تنال حل خطاياك، ونعمة من روح الله القدوس تساعدك في توبتك.. وتنال تعليمات منه من خلال الأب المعرف ليرشدك إلى ميناء الخلاص، ويصلح لك سفينتك المدمرة بصخور الخطايا.

من لم يعترف، لن يعرف مدى الفرح الذي تشعر به بعد خروجك من الاعتراف.. تشعر نفسك وكأنك خفيف، أو أنك تطير، وهذا بشهادة كثيرين من الناس.

لا تقول لنفسك أن أعرف خطاياي ولن أبوح بها لأحدٍ، لأن هذه تدعى بحسب الآباء توبة خارجية،ليست نابعة من قلب الإنسان ولا تهدف إلى تغيير حياته والعودة إلى الأحضان الأبوية. أما التوبة الحقيقية (الداخلية) فهي تسعى إلى تغيير حياة وفكر الإنسان. لأن كلمة توبة في اليونانية ****nia تعني أن يغيّر المرء فكره. كما نرى في مثل الابن الضال الذي لم يترك فقط الخطيئة بل أمكنة الخطيئة وعاد إلى أبيه الذي كان بانتظاره (فعندما رآه أبوه ركض نحوه..)

الله دوماً بانتظارنا، والتوبة ليست مجرد لحظة بل هي حياة مستمرة في ومع المسيح يسوع معطي الحياة له المجد. آمين

مستوحى من كتاب الأب الروحي  باسيليوس باكويانيس

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق