الأحد، 23 يونيو 2013

الانبا موسى والشباب بين العلم والايمان


- بين العلم والإيمان:


لا تعارض بين العلم الكامل والإيمان الحقيقى.. وحينما سألوا اسحق نيوتن، بعد اكتشافاته المذهلة لقوانين الطبيعة، قال لهم: "كنت كطفل صغير، يلهو على شاطئ محيط ضخم".. أما اينشتاين، صاحب النظرية النسبية، فقال: "كلما ازددت علماً، ازددت إحساساً بالجهالة".. ذلك لأنه إن درس شيئاً وأدرك تفصيلاته، فوجئ بجديد يحتاج إلى بحث!!
إن جسم الإنسان يحتوى على 60 مليار خلية، وكل خلية عليها الشفرة الوراثية الخاصة بالشخص، وتحتوى على 100.000 عنصر وراثى.
وها نحن نتعرف على الفيمتو/ثانية وهو جزء من مليون بليون من الثانية، حسب تحديد واكتشاف د. أحمد زويل، فى بحثه حول أشعة الليزر.
وهناك كوكب جديد يتم اكتشافه حالياً ضمن المجموعة الشمسية، حجمه جبار، لم يصلنا ضوؤه سوى هذه الأيام.
نعم.. العلم الحقيقى يمجد الله، سواء فى سماء الفلك، أو محيط الطيور والحيوانات والكائنات البحرية، أو عالم النبات.. فكم بالحرى عالم الإنسان، تاج الخليقة وكاهنها؟!
لهذا فهناك توازن مطلوب بين العلم والإيمان، فالعلم يبحث فى دائرة الحسَّيات، والإيمان يبحث فى دائرة الماورائيات.. ماذا وراء المادة؟ والطبيعة؟ والحياة؟ والكون؟ والموت؟
ومشكلة بعض الباحثين سرعة القفز إلى نتائج غير سليمة، مثلما حدث فى نظرية دارون "النشوء والارتقاء.. والانتخاب الطبيعى"، وكيف وجد دارون نفسه أمام سؤالين غاية فى الصعوبة هما:
1-
كيف جاءت الخلية الأولى الحية؟ 2- ماذا عن الفجوة الجبارة بين الغوريلا والإنسان؟
لم يستطع دارون الإجابة، ولكننا "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" (عب 3:11).
نعم بالإيمان نفهم:
1-
أن الله هو أصل الوجود وواهب الحياة للخلية الأولى ولكل الكائنات الحية.
2-
أن الله صنع الإنسان على صورته ومثاله، ونفخ فيه روحاً عاقلة، ليست موجودة فى الحيوانات. وإن تشابهت الأعضاء الجسمية بين الإنسان والحيوان فهذا دليل آخر على وحدة الصانع، الذى خلقهما معاً، وترك بصمة فى كل منهما. لماذا لا نتشابه فى بعض الأجهزة الدورية والعصبية والجنسية.. الخ، ما دامت الوظائف متشابهة، والخالق واحد؟!
لكن هناك فرق شاسع بين الإنسان صاحب الروح العاقلة، والمتجاوز لذاته والمتطلع إلى المطلق واللانهائى، والذى سيخضع للثواب والعقاب بسبب صوت الله فى داخله، والروح العاقلة التى يتميز بها.. فرق شاسع بينه وبين الحيوان الذى نفسه فى دمه، يموت فينتهى كل شئ!!
إن كانت العين المجردة ترى لمسافة محدودة، وتحتاج إلى التلسكوب لترى الأجسام البعيدة.. كذلك لعقل الإنسانى المحدود، يدرك المحدودات، ويحتاج إلى الإيمان، عطية الله، ليتعرف على غير المحدود.
"
الإنسان الطبيعى لا يقبل ما لروح الله، لأنه عنده جهالة.. أما الروحى فيحكم فى كل شئ" (1كو 14:2،15).http://im21.gulfup.com/2012-02-11/1328930475897.gif

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق