الأحد، 23 يونيو 2013

الانبا موسى والشباب بين الحريه والالتزام



 
- بين الحرية والالتزام:
الحرية هى سمة هذه الأيام، ورياح التحرير تهب على كل مكان. والله يحب أن نكون أحراراً، وقد خلقنا كذلك، ولكنه يحب أن نحيا الحرية الحقيقية، وليس الحرية الوهمية، التى هى فى حقيقتها حضيض العبودية، لأن "كل من يعمل الخطية، هو عبد للخطية" (يو 34:8).
خلق الله الإنسان حراً، وترك له فرصة الاختيار بين أن يتبع الله أو يتبع الشيطان واختار الإنسان الخطية والعصيان، فحلت عليه عقوبة "موتاً تموت" (تك 17:2)، "لأن أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6)، لكن الرب هو الذى احتمل العقوبة، ودفع الدين عنا، ومات فداءً لنا. إن حرية الإنسان كلفت الله الكثير، والكثير جداً، فقد تجسد، ورفض من شعبه، وتألم كثيراً، ثم صلب عنا، وقام لتبريرنا، وصعد كباكورة لنا، لنصعد معه وإليه فى النهاية، ونقضى - بمحض اختيارنا - الأبدية السعيدة معه.
غير أنه لا توجد حرية مطلقة، فهذا وهم مدمر، وكما يقولون: "حريتك تنتهى عند طرف أنفك"، أى أنها تنتهى عندما تبدأ حرية غيرك، وعليك ن لا تتدخل فى حريته. أنت حرّ أن تقتنى سيارة، وأن تتحرك بها، لكن لابد أن تلتزم بقواعد وقوانين المرور، إلا تعرضت للخطر، وعرضت الآخرين معك. وأنت حرّ أن تزور صديقك، ولكنك لست حراً أن تتلصص على محتويات أدراج مكتبه، بدعوى أن هذه غريزة الاستطلاع. كذلك أنت حرّ أن تأكل، ولكن دون أن تؤذى نفسك بكمية أو أنواع الأطعمة التى تأكلها.
لذلك يجب الموازنة بين الحرية والالتزام!! وها نحن نرى أمامنا نتيجة انفلات الحرية الجنسية فى الغرب، وكيف أدمنوا الخطيئة والدنس، فلم يستطيعوا أن يتحرروا من ذلك بعد الزواج، فكانت الزيجات المتعثرة، والأسر المفككة، والأولاد المشردين المتعبين نفسياً!!
إن الحرية المنفلتة نحو الجنس، قادهم إلى الإدمان، ثم إلى المخدرات، ثم إلى الجريمة.. لكن "أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يو 36:8).
لهذا لابد من حرية ملتزمة لها ضوابطها مثل:
1-
الله.. النور الأعظم والخير اللانهائى.
2-
الإنجيل.. حيث الوصايا ودستور الحياة اليومية.
3-
الضمير.. صوت الله داخل الإنسان.
4-
أب الاعتراف.. حيث الحلّ من الخطايا والحلّ للمشاكل.
5-
قوانين الدولة.. حيث أوصانا الكتاب بطاعتها، مهما تغيَّرت من آن 

 لآخر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق