السبت، 22 يونيو 2013

كيف يغير المرء نفسه بجهوده الخاصة



http://www.standrewsowensound.org/uploads/images/God-so-loved.gif
تغيير النفس
نموذج إنجيلي لتحسين المرء نفسه بجهوده الخاصة
تتطلب منا الحياة المسيحية تغيير أنفسنا. يجب علينا أن نتخلص من عاداتنا القديمة وأن نكتسب أخرى جديدة. تتناول هذه الدراسة تطبيق مبادئ الإنجيل لمساعدتنا على تحسين أنفسنا: الإيمان، المحبة، التوبة، دراسة الإنجيل، الصلاة، تجنب الإغواء، والصبر. كلمة الله هي أفضل مصدر للإرشاد في الاعتماد على النفس وأفضل حافز على تقويم النفس.
مقدمة:
هل سبق لك أن واجهت صعوبة في تغيير عادة ما؟ غالبا ما تتحكم العادات في سلوك الإنسان. نحن نميل إلى مواصلة التصرف مثلما فعلنا في الماضي. كالنهر الذي يتدفق عبر الوادي، كلما طال زمن ممارستنا لعادة ما، تأصلت فينا على نحو أعمق، وأصبح من الصعب تغييرها. يصدق هذا القول على جميع العادات، الجيدة منها والسيئة.
تبين رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٢٢ـ ٢٤ أن التغييرات الكبرى في سيرتنا يجب أن تحدث لدى اهتدائنا إلى خدمة الله. يجب أن نقلع عن الممارسات والمواقف القديمة وأن نستبدلها بأخرى جديدة. يجب على المسيحيين اكتساب عادات جديدة مثل دراسة الإنجيل، الصلاة، المحبة، الإيمان، الصبر، حضور اجتماعات الكنيسة، العطاء، تعليم الآخرين، إلى آخره. يجب علينا أيضا الإقلاع عن العادات السيئة مثل الكلام البذيء، حدة الطباع، المقامرة، الإدمان على المخدرات، التدخين، شرب الخمر، القيل والقال، الكذب، المواد الإباحية، الاختلاط الجنسي، وما إلى ذلك.
إن إدراكنا للتغييرات التي يتعين علينا إجرائها ليس كافيا في حد ذاته، يلزمنا أيضا معرفة الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك. لا يأتي التغيير بسهولة. طالما أن الكتاب المقدس يعدنا لكل عمل صالح (رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧)، فإنه يزودنا بجميع الإرشادات التي نحتاج إليها. كلمة الله هي أفضل مصدر للإرشاد في الاعتماد على النفس وأفضل حافز على تقويم النفس.
سوف نتناول في هذه الدراسة اثنتي عشرة خطوة محددة وعملية يزودنا بها الإنجيل، لمساعدتنا على تغيير وتحسين أنفسنا لكي نصبح ما يريد الله منا أن نكون.

الخطوة الأولى: تغيير الغرض من الحياة.

قبل أن يبدي الناس استعدادهم للعمل، يجب أن يكون لديهم حافز. من الأرجح أن ينهض النائم من فراشه في منتصف الليل إذا شب حريق في البيت مما لو تذكر أنه لم يفرش أسنانه! يوجد لدى المسيحيين بعض أقوى الدوافع الممكنة للتغيير. تأمل بعضا منها:
محبة الله والتفاني في خدمته
رسالة بولس إلى أهل رومية ١٢: ١، ٢ـ ـ ينبغي على المسيحيين أن يتحولوا (يتغيروا) بتجديد أذهانهم (راجع رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٢٣). لكي نعيش بشكل مختلف، يجب علينا أن نفكر بطريقة مختلفة. يجب علينا أن نتجنب التشبه بالعالم وأن نستخدم أجسادنا في خدمة الله.
مارس أهالي مقدونية العطاء السخي لأنهم أعطوا أنفسهم للرب أولا (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٨: ٥). عندما نكرس أنفسنا كلية لخدمة الله، يصبح تغيير سلوكنا أسهل بكثير (طالع أيضا سفر الجامعة ١٢: ١٣؛ إنجيل متي ٦: ٣٣؛ ١٦: ٢٤).
رسالة يوحنا الأولى ٥: ٣؛ ٤: ١٩، ٩ـ ـ ما الذي يحفزنا على طاعة الله؟ محبتنا له. ما الذي يحفزنا على محبته؟ حقيقة أنه قد أحبنا أولا. كيف نعرف أنه قد أحبنا؟ لأنه أرسل ابنه ليموت من أجل خلاصنا.
يشكل الحب أحد أقوى الدوافع في الوجود. فبإمكانه أن يدفع المرأة إلى إنقاذ أبنائها من مبنى تشتعل فيه النيران أو أن يدفع الرجل إلى رفع سيارة جاثمة فوق أحد أحبائه. إذا كنت تواجه صعوبة في تغيير نفسك، فعليك أن تبدأ في تقدير بركات الله ورحمته (طالع أيضا رسالة يوحنا الأولى ٢: ١٥ـ ١٧؛ إنجيل متي ١٠: ٣٤ـ ٣٧؛ ٢٢: ٣٧ـ ٤٠؛ إنجيل يوحنا ١٤: ١٥؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٥: ١٤ـ ١٧).
الاقتداء بالمسيح
أحد الدوافع القوية الأخرى، هو رغبتنا في التشبه بشخص نكن له الإعجاب. فأبطال الرياضة مثلا يلهمون الشباب في الألعاب الرياضية، بينما يتخذ المواطنون من واشنطون ولينكولن نماذج لهم في الوطنية. وبالتالي يحفزنا الأشخاص الأتقياء مثل إبراهيم، نوح، راعوث، ومريم على خدمة الله. لكن أعظم الجميع هو مثال يسوع.
إنجيل متي ١٠: ٢٤، ٢٥ـ ـ يسعى التلميذ إلى أن يكون مثل معلمه. المسيحيون هم تلاميذ يسوع (كتاب أعمال الرسل ١١: ٢٦). ينبغي علينا أن نقتدي بالمثال الذي تركه لنا لأنه لم يرتكب خطيئة (رسالة بطرس الأولى ٢: ٢١، ٢٢).
كلما واجهنا قرارا في الحياة، ينبغي علينا أن نسأل أنفسنا، "كيف كان من شأن يسوع أن يتصرف؟" سوف يعطينا هذا دافعا قويا لتغيير حياتنا (طالع أيضا رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٢: ٢٠؛ إنجيل متي ١٦: ٢٤؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ١٠).
الرغبة في الحياة الأبدية، وليس في العقاب الأبدي
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ٩: ٢٥ـ ـ يتحكم الرياضيون في عاداتهم لكي يتمكنوا من إحراز نصر دنيوي مؤقت. يمتلك المسيحيون دافعا أقوى من ذلك. نحن نسعى إلى أكليل الحياة (رسالة يعقوب ١: ١٢؛ رؤيا يوحنا ٢: ١٠). ينبغي علينا أن نضع مكافأتنا الأبدية نصب أعيننا (رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٣: ١ـ ٦؛ رسالة بطرس الثانية ١: ١٠، ١١؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي ١: ٨، ٩).
الافتقار إلى الحافز هو أحد الأسباب الرئيسية في عدم تغير الناس لإرضاء الله. إذ ليس لديهم ما يكفي من الرغبة في التغير. لكنهم يرغبون بدلا من ذلك في إرضاء أنفسهم، أصدقائهم، أو أفراد أسرتهم. وهم في الغالب مشغولون بأمور هذه الحياة أكثر مما ينبغي. لن تساعدنا هذه الدراسة إلا قليلا ما لم تكن لدينا الدوافع الصحيحة. لكن حينما نعقد العزم على أن خدمة الله هي أهم غرض لنا في الحياة، فسوف نجد عندئذ الوسائل لإجراء التغييرات اللازمة.
عندما نفتقر إلى الدوافع اللازمة للتغيير، دعونا نفكر في أهمية الاقتداء بالمسيح، ولماذا ينبغي علينا أن نحب الله، وفي مصيرنا الأبدي.

الخطوة الثانية: آمن بأن في وسعك أن تتغير بعون الله.

سفر الأمثال ٤: ٢٣ـ ـ صن قلبك أكثر من كل ما تحفظ، فإن منه تنبثق الحياة. تحدد مواقف المرء ونواياه الطريقة التي يتصرف بها. قد يؤثر فيك الناس والظروف، لكنك لست مضطرا إلى الاستسلام، لأنك أنت الذي تقرر ما تريد أن تفعله (راجع إنجيل متي ١٥: ١٨، ١٩؛ ١٢: ٣٤ـ ٣٧).
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٠: ١٣ـ ـ لن يأذن الله أن نجرب بما يفوق طاقتنا. وهو يؤتي مع التجربة وسيلة الخروج منها. إن "الله أمين"، وهو يفي بوعوده دائما. يتبع ذلك أن بوسعك الإقلاع عن أية عادة سيئة واكتساب أية عادة جيدة وفقا لإرادة الله.
رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٤: ١٣ـ ـ نحن نستطيع كل شيء من خلال المسيح الذي يقوينا. يشمل هذا أن نتغير رغبة في إرضائه. إذا اعتمدنا على قوتنا الخاصة، فسوف نفشل لأن بوسع الشيطان أن يتغلب علينا. ولكن إذا اعتمدنا على قوة المسيح، فسوف ننتصر، لأن الشيطان لن يستطيع أبدا أن يتغلب عليه. ربما نكون قد فشلنا في الماضي لأننا وضعنا ثقتنا في قدرتنا الخاصة بدلا من قدرة المسيح.
يقنع البعض أنفسهم أحيانا بأن "ليس بوسعي أن أتغير. لقد فات الأوان. بالإضافة إلى ذلك، أنا لست سوى إنسان". إنهم بهذا لا ينتقصون من قيمتهم الذاتية فقط، لكنهم ينكرون كلمة الله. وسوف يفشلون لأنهم ببساطة يستسلمون لليأس بدلا من المواظبة على الثقة في قدرة الله.
سفر المزامير ٣٧: ٥ ـ ـ إذا فوضت إلى الرب طريقك وتوكلت عليه فإنه يدبر أمرك. مهما بلغت قوة التجربة التي تواجهها، ومهما طال زمن ممارستك للخطيئة، إذا كان الله يأمرك بالتغير، فإن بوسعك أن تتغير (طالع أيضا رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ١٠ـ ١٨؛ ٣ ٢٠، ٢١؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٩: ٨؛ سفر يشوع ١: ٥ ـ ٩).

الخطوة الثالثة: ادرس الإنجيل بشأن عاداتك.

سفر يشوع ١: ٨ ـ ـ تأمل في كلمة الله لكي تفلح في عمله. سجل قائمة بمقاطع الكتاب المقدس عن جميع العادات التي تود تغييرها. سجل قائمة بالأسباب التي تدعوك إلى التغير. تأمل في هذه الآيات يوميا، شاغلا بها كل تفكيرك (راجع سفر المزامير ١: ٢؛ ١١٩: ١١).
سفر تثنية الاشتراع ٦: ٦ـ ٩ـ ـ داوم على تذكير نفسك بهذه الآيات. اكتبها وضعها في مختلف الأماكن بحيث يمكنك أن تراها دائما.
إنجيل متي ٤: ١ـ ١١ـ ـ تغلب يسوع على التجربة عن طريق الاستشهاد بالكتاب المقدس. لكنه نجح في ذلك لأنه كان يعرف الكتب. أحفظ الآيات التي تتعلق بعاداتك عن ظهر قلب لكي تتذكرها وتتشدد بها في ساعة التجربة. استشهد بها لنفسك ولأولئك الذي يبتغون إغوائك (طالع أيضا سفر الأمثال ٣: ٥، ٦؛ رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس ٣: ١٦، ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١: ١٦؛ الرسالة إلى العبرانيين ٤: ١٢).

الخطوة الرابعة: تب عن الخطيئة.

كتاب أعمال الرسل ٨: ٢٢ـ ـ تتطلب الخطيئة التوبة. تعني التوبة تغيير الفكر ـ عقد العزم على الالتزام بالكف عن ممارسة الخطيئة وإطاعة الله (طالع إنجيل متي ٢١: ٢٨، ٢٩؛ كتاب أعمال الرسل ١٧: ٣٠؛ ١١: ٢٣). قبل أن نتمكن من تغيير سلوكنا، يجب علينا تغيير أذهاننا.
سفر الأمثال ٢٨: ١٣ـ ـ لا تستر خطيئتك، أو تنكرها، أو تبررها، أو تلقي اللوم على شخص آخر. اعترف بخطئك واندم بصدق (رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٧: ١٠). لكن الندم وحده لا يكفي.  نحن لا نتوب بصدق إلا عندما نشعر بالأسف إلى حد العزم على تغيير سلوكنا.
تشكل القدرة حوالي ١٠٪ من معظم الإنجازات في الحياة، أما اﻟ ٩٠٪ الأخرى، فليست سوى مزيجا من التصميم والعمل الشاق. في الأمور الروحية، يمتلك كل إنسان عاقل القدرة على إرضاء الله؛ لذا فإن الرغبة في التغيير لإرضاء الله تتحدد ١٠٠٪ بحسب اختيارنا. لقد وفر الله لنا كل ما نحن بحاجة إليه، وعلينا أن نتخذ القرار.
نحن لن نتغير قط ما لم نتخذ قرارا بإتباع الوسائل التي يوفرها الله، حتى يكتب لنا النجاح. اتخاذ القرار لتحقيق ذلك هو التوبة، وبدونها، لن يتغير أي شخص ليرضي الله.

الخطوة الخامسة: ضع خطة عمل.

سفر الأمثال ١٤: ٢٢ـ ـ يجب علينا أن نخطط لعمل الخير، لا الشر. يدل المثال الذي قدمه الله على أهمية التخطيط. فقد نوى أن يفتدي الإنسان (رسالة بولس إلى أهل رومية ٨: ٢٨)، الكنيسة (رسالة بولس إلى أهل أفسس ٣: ١٠، ١١)، الهيكل (الرسالة إلى العبرانيين ٨: ٥)، إلى آخره. (راجع سفر التكوين ١٢: ١ـ ٧). بطريقة مماثلة، يحتاج خادم الله إلى خطة للنجاح في خدمته له (إنجيل لوقا ١٤: ٢٦ـ ٣٣؛ نبوءة دانيال ١: ٨؛ سفر المزامير ١٧: ٣؛ كتاب أعمال الرسل ١١: ٢٣؛ رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٩: ٧).
ما هي المساعي الهامة الأخرى التي يمكن النجاح فيها دون تخطيط مسبق؟ تأمل التدابير اللازم اتخاذها قبل بناء البيت، إدارة الأعمال التجارية أو شؤون المنزل، برمجة الحاسوب، وما إلى ذلك. لابد من التخطيط للمشاريع الهامة، لكي يكتب لها النجاح.
بطريقة مماثلة، لتغيير حياتك، فإنك بحاجة إلى قائمة محددة وعملية بالخطوات اللازم اتخاذها بهدف التغير. حلل الظروف أو الأسباب التي تؤدي إلى فشلك في القيام بالشيء الصحيح، ثم ضع خطة لتفادي تلك الأسباب. قد يكون من المفيد كتابة الخطة وتعديلها حسب الحاجة. سوف تشمل هذه الخطة بعض النقاط المحددة التي نقوم بدراستها هنا بالإضافة إلى نقاط أخرى تناسب مشكلتك الخاصة.
يفشل الكثير من الناس في تغيير أنفسهم لإرضاء الله لأنه لم يخططوا قط للنجاح. إنهم لم يخططوا للفشل، لكنهم فشلوا في التخطيط!

الخطوة السادسة: صلي بانتظام.

الصلاة ضرورية من ناحيتين.
ينبغي على أبناء الله أن يصلوا من أجل المغفرة.
إذا لم تكن قد أصبحت ابنا لله بعد، فأنت بحاجة إلى أن تؤمن بيسوع، أن تتوب عن الخطيئة، أن تعترف بالمسيح، وأن تعتمد لمغفرة خطاياك (إنجيل مرقس ١٦: ١٦؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ١٠: ٩، ١٠؛ كتاب أعمال الرسل ٢: ٣٨؛ ٢٢: ١٦). عندما تقوم بهذه الأعمال، تصبح ابنا لله (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٣: ٢٦، ٢٧؛ رسالة بولس إلى أهل رومية ٦: ٣، ٤؛ رسالة بطرس الأولى ١: ٢٢، ٢٣). إذا أخطئت بعد ذلك، فعليك بالصلاة من أجل المغفرة (كتاب أعمال الرسل ٨: ٢٢؛ رسالة يوحنا الأولى ١: ٨ ـ ١٠؛ سفر الأمثال ٢٨: ١٣؛ إنجيل متي ٦: ١٢).
ثم صلي لأجل معونة الله
إنجيل متي ٦: ١٣ـ ـ اطلب من الله أن "ينجيك من الشرير" (راجع إنجيل متي ٢٦: ٤١). أخبر الله ما هي مشكلتك بالضبط. صلي دائما وبانتظام (رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي ٥: ١٧؛ رسالة بولس إلى أهل كولوسي ٤: ٢). وصلي بالذات في اللحظة التي تواجه فيها الإغواء (إنجيل متي ٢٦: ٣٦ـ ٤٦).
لقد وعدنا الله بأننا إذا طلبنا مساعدته فإنه يستمع ويستجيب (رسالة بطرس الأولى ٥: ٧؛ رسالة بولس إلى أهل فيلبي ٤: ٦، ٧؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٦: ١١، ١٣، ١٨).

الخطوة السابعة: التمس مساعدة المسيحيين الآخرين.

رسالة يعقوب ٥: ١٦ـ ـ  ينبغي على المسيحيين أن يعترفوا بعضهم لبعض بخطاياهم وأن يصلوا من أجل بعضهم البعض. ينبغي علينا أن نحمل أعباء بعضنا البعض (رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ٢). إذا ألحقت خطايانا الضرر بشخص معين، ينبغي علينا الاعتذار له (إنجيل متي ٥: ٢٣، ٢٤).
إذا كنا في صراع مع عادة صعبة بشكل استثنائي، فقد يكون من المفيد أن نختار مستشارا خاصا أو اثنين للتحدث إليهم بانتظام. إذ أن بوسعهم تسليحنا بمقاطع من الكتاب المقدس وتزويدنا بنصائح مفيدة حول كيفية التغير. كما أن بوسعهم تشجيعنا. ومن المؤكد أنهم سيصلون من أجلنا. وقد يشكل مجرد معرفتنا بأن الغير مطلعون على مشكلتنا، حافزا قويا بالنسبة لنا.
لقد صممت اجتماعات الكنيسة العامة خصيصا لتشديد العزائم (الرسالة إلى العبرانيين ١٠: ٢٤، ٢٥؛ ٣: ١٢، ١٣؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ١٥، ١٦). نحن بحاجة إلى حضور الاجتماعات بانتظام لعدة أسباب، لكننا نحتاج إلى التشجيع بصورة خاصة، فيما نحاول أن نصبح ما يريد الله منا أن نكون.

الخطوة الثامنة: واظب على ممارسة ما هو حق.

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٥٨ ـ ـ كونوا راسخين، غير متزحزحين، مكثرين دائما في عمل الرب. الثبات والإكثار في العمل هما أمرين مطلوبين منا.
من شأن الخطوات التي سبق مناقشتها أن تهيئنا للتغيير، لكن لا يمكن لأي منها أن تحل محل العمل الجاد والجهود المتفانية. إن جميع النوايا الخيرة في العالم، لن تتمكن من إنجاز العمل ما لم نعمل على نحو موصول حتى يتم إنجازه.
رسالة يعقوب ١: ٢٢ـ ٢٥ـ ـ كونوا ممن يعملون بهذه الكلمة، لا ممن يكتفون بسماعها. تتشكل العادات من خلال التصرف المتكرر. نحن نتعلم ركوب الدراجة من خلال إجبار أنفسنا على ممارستها، حتى إذا سبب لنا ذلك شعورا بالضيق أو عدم الراحة. لكن التكرار يولد العادة مما يجعل الركوب بعد ذلك طبيعيا وممتعا.
وبالتالي، نحن لن نتغير لنخدم الله إلا عندما نجبر أنفسنا على القيام بما نعرف أنه حق، وبتكراره حتى يصبح "طبيعة مكتسبة" (طالع أيضا رسالة بولس إلى أهل رومية ٦: ١ـ ٢٣؛ إنجيل متى ٧: ٢١؛ إنجيل لوقا ٦: ٤٦).

الخطوة التاسعة: استبدل العادات السيئة بالجيدة.

رسالة بولس إلى أهل أفسس ٤: ٢٢، ٣٢ـ ـ لا تخلعوا الإنسان القديم فقط، بل ارتدوا الإنسان الجديد. لاحظ على سبيل المثال: كفوا عن الكذب وليصدق كل منكم قريبه (آية ٢٥)، من كان يسرق فليكف عن السرقة لكي يعين المحتاج (آية ٢٨)، لا تخرجن من أفواهكم أية كلمة خبيثة بل كل كلمة طيبة (آية ٢٩)، ليكن بعضكم لبعض ملاطفا ومشفقا بدلا من السخط والغضب (آية ٣١، ٣٢).
إنجيل متي ١٢: ٤٣، ٤٥ـ ـ خرج الروح النجس من الإنسان لكنه رجع فيما بعد فوجد أن حياة ذلك الإنسان ما زالت خاوية، فذهب واستصحب سبعة أرواح أخبث منه، فدخلوا وسكنوا فيه. طبق يسوع هذا المثال على إسرائيل، لكنه مبدأ عام.
"الطبيعة تكره الفراغ". حاول تفريغ زجاجة من الهواء، وستجد أنها سرعان ما تمتلئ بالهواء من جديد. ولكن إذا ملأتها بشيء ذي وجود مادي، فسيبقى الهواء في الخارج. وبالتالي، لا يمكن لحياتك أن تبقى خواء روحيا، لابد لها من أن تمتلئ بالخير أو الشر. استبدل العادات السيئة بأخرى جيدة وسوف تقلل من احتمال عودتها.
على سبيل المثال، لنفترض أنك قد قررت التقليل من مشاهدة برامج التلفزيون، فأطفأته، لكنك جلست قبالته دون أن يكون لديك أي شيء آخر لتفعله. ستجد أنك سرعان ما تديره مرة أخرى. لكن إذا انهمكت بفاعلية في بعض الأنشطة العائلية، دراسة الإنجيل، إلى آخره، فسرعان ما تستبدل مشاهدة برامج التلفزيون بعادات أخرى.
عوضا عن كل عادة سيئة "تقلع" عنها، ابحث عن بعض الأنشطة المفيدة "للقيام بها" بدلا منها.

الخطوة العاشرة: تجنب الإغواء

إنجيل متي ٦: ١٣ـ ـ ينبغي علينا أن نصلي "لا تدخلنا في التجربة". إذا صلينا هكذا، فمن المؤكد أننا سوف نلزم أنفسنا بتجنب الأشخاص، الأماكن، والظروف المغرية (راجع رسالة بولس إلى أهل رومية ١٣: ١٤).
رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٣٣ـ ـ المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق السليمة. لاحظ: "لا تضلوا". يعتقد الكثيرون أن في وسعهم معاودة مصاحبة رفاق السوء دون العودة إلى العادات السيئة. إنهم يخدعون أنفسهم!
تبدأ الكثير من العادات ـ مثل شرب الخمر، التدخين، إدمان المخدرات، الاختلاط الجنسي ـ وتستمر بسبب "الضغوط من قبل الأقران". الإقلاع عن مثل هذه العادات هو صعب بحد ذاته، لكنه يصبح أصعب بكثير عندما يحثنا "الأصدقاء" على الاستمرار فيها (رسالة بطرس الأولى ٤: ٣، ٤؛ سفر الأمثال ١٣: ٢٠؛ سفر الخروج ٢٣: ٢).
سفر المزامير ٢٦: ٥ ـ ـ ينبغي علينا أن نبغض جماعة الأشرار. غالبا ما يقول الناس، "أنا لن أشرب الخمر (أو أرقص أو أقامر، إلى آخره)، لكني سأذهب إلى الحانة (أو صالة الرقص، أو الكازينو) لرؤية بعض الأصدقاء فقط". عندما يجتمع الناس معا لغرض ممارسة الخطيئة، فلا مكان للمسيحيين بينهم! (راجع رسالة بولس الثانية إلى أهل كورينثوس ٦: ١٤ـ ١٨؛ رسالة بولس إلى أهل أفسس ٥: ١١).
لن يكون بوسعك تغيير العادة السيئة فيما تواصل مجاراة "الجماعة" التي تسببت في تلك العادة. يتطلب منك تغيير العادة أن تغير أصدقائك لأن "الأصدقاء" هم جزء من العادة!

الخطوة الحادية عشر: واجه كل يوم على حدة.

إنجيل متي ٦: ٣٣، ٣٤ـ ـ لا تقلق بشأن الغد. حسبك أن تتدبر اليوم مغريات هذا اليوم. تعامل غدا مع مغريات الغد ـ إذا أتى الغد.
غالبا ما يتخلى الناس عن خدمة الله نظرا لجسامة التضحيات المطلوبة التي يتطلبها تكريس بقية حياتهم لله. لكن اسأل نفسك هذا السؤال: "هل يمكنني أن أمارس ما هو حق في هذا اليوم ـ اليوم فقط؟" بالطبع يمكنك ذلك. وبالتالي تعهد لنفسك ولله عندما تستيقظ في صباح كل يوم بما يلي، "سوف أكرس هذا اليوم لله". لا تقلق بشأن الغد. إذا أتى الغد، فبوسعك أن تتدبره بنفس الطريقة التي تدبرت بها هذا اليوم.
يحكى أن رجلين كانا يتسلقان ممرا شديد الانحدار في أحد الجبال الشاهقة. نظر أحدهما إلى أعلى الجبل وتساءل، "كيف سنستطيع بلوغ القمة؟" أجاب الآخر، "خطوة فخطوة". وهذا هو السبيل الوحيد لتغيير نفسك.

الخطوة الثانية عشر: كن صبورا.

رسالة بولس إلى أهل رومية ٢: ٧ـ ـ لن نحصل على الحياة الأبدية إلا إذا واصلنا العمل الصالح بصبر. يجب أن نكون ثابتين. غير متزحزحين، مكثرين دائما في عمل الرب (رسالة بولس الأولى إلى أهل كورينثوس ١٥: ٥٨).
رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٦: ٩ـ ـ فلنعمل الخير ولا نمل، فنحصد في الأوان إن لم نكل. لم تتطور عاداتك بين عشية وضحاها، وهي على الأرجح لن تختفي بين عشية وضحاها. سوف يستغرق ذلك بعض الوقت. إذا سقطت، تب، واطلب من الله المغفرة. لكن انهض وواصل العمل (رسالة يوحنا الأولى ١: ٨ ـ ٢: ٢).
رسالة بطرس الثانية ٣: ١٨ـ ـ لكي نصبح مسيحيين ناضجين يجب علينا أن ننمو. إذ أنك تولد من جديد مثل الطفل وتنمو تدريجيا في المسيح. قد تنظر أحيانا إلى مسيحيين ناضجين وتفكر، "لماذا لا أستطيع أن أكون مثلهم؟" لكن ربما استغرق نضجهم هذا سنوات، كن صبورا مع نفسك.
بينما ينمو الطفل، قد تتمكن من ملاحظة التغييرات الطفيفة التي تطرأ عليه من يوم إلى آخر. لكن أنظر إلى صوره من سنوات مضت، وسترى اختلافات مدهشة. بالمثل، قد لا ترى تغييرا كبيرا في خدمتك لله اليوم مقارنة بالأمس، لكنك سترى بعد فترة خمسة أو عشرة أو عشرين عاما من مثابرتك على تطبيق الخطوات التي تعلمها كلمة الله، تغييرات كبيرة، مقارنة بما كنت عليه عندما بدأت.
خاتمة
باستخدام الوسائل التي يوفرها الله، يمكنك أن تتغير لكي تصبح ما يريد منك أن تكون. فهو يعطيك الدافع، التوجيه، والتشجيع. كل ما يلزمك القيام به هو أن تقرر إتباع مشيئته وأن تتصرف على أساس هذا القرار. إنه يوفر لك الوسائل، ويجب عليك استخدامها. فماذا ستختار؟
 http://www.emanoeel.com/up//uploads2/images/emanoeel-c72bc4f7c0.gif

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق