ما بين البشاشة والكآبة
" أسرّ وأفرح معكم أجمعين " ( فيلبى 2 : 17 )
+ الشخص المسيحى الممتلئ
بالروح القدس ، يمتلئ أيضاً بالفرح والسرور ، والهناء والسعادة والإبتهاج ، والبشاشة
الدائمة ، وهى دليل الفرح الداخلى ، فى القلب المُحب والحنون والمتضع ( غل 5 : 22 ) ، والمرتبط بكل وسائط
النعمة والحكمة ، على نقيض الإكتئاب والحزن الشديد ، الضار للنفس والناس ، والجالب
الغضب من الرب ومن كل الناس
+ وصاحب الوجه البشوش يشع السلام من حولِه ،
وليس داخل نفسه فقط ، بل تظهر التعزية والفرح الداخلى ، فى قلوب النفوس الحزينة ،
التى تستمع بحكمة إلى كلمات النعمة ، التى يرسلها الروح القدس لهم على فمه المبارك
+ أما الشخص " الكئيب
" فهو شرير وعديم الإيمان وبعيد عن مصادر الفرح الروحى ، ولا تستطيع كل
وسائل العالم الصناعية أن تُبعد عنه كآبته
+ وتظهر علامات الحزن على وجهه ، مع الضجر
والتذمر ، والزهق والقرف والغم والأنطواء ( 2 كو 2 : 4 ) . وهو فاقد الرجاء ،
وكثير التبرم والشكوى ، وقد يلجأ " للإدمان " للنسيان ، لكن للأسف
بدون جدوى ، بل يجلب مزيداً من الهموم طول اليوم
+ أما البشوش فهو هادئ مطمئن ، يبعث
الطمأنينة والرجاء والسلام ، فى قلوب الآخرين ، كما فعل القديس أنبا أنطونيوس
دائماً
+ ويقول قداسة البابا شنودة الثالث :
" إن البشوش لا يعيش فى التعب الحاضر ، إنما
بالرجاء يعيش فى الفرح المُقبل ، وإن لم يعش سعيداً فى الواقع ، يعيش فرحاناً فى
الخيال والأحلام ، وانتظار تحقيق وعود الله ، وبالإتكال الكامل عليه "
+ وترتبط البشاشة بالزُهد فى
الماديات ، فلا يحزن على فقدان شئ مادى ، ولا يشتهى أن يكون له ما لدى
الغير من كماليات ، بل يفرح بالله ، أكثر من عطاياه ،
وبالتالى فلا يتعب من الحقد والحسد والغيرة
والكراهية ، بل يفرح بما لدى الناس ، ويشكر الله عليه معهم
+ والشخص البشوش يشيع جواً
من البهجة والمرح والفرح ، والسلام والأمان ، ويُنسى الناس أحزانهم ، ويساعد على حل
مشاكلهم ، بكل ما يستطيع من مُساندة ،
ويعطى تفسيراً مُريحاً ، وأخباراً سارة ، لا
ضارة ، ولا مُعثرة ، أو مُجلبة للهموم الدائمة
+ والشخص الكئيب يحمل همومه
، ويفكر فيها ليل نهار ، وكل وقته ، أما البشوش فيتركها كلها لله ، لكى يحملها عنه ، لأنه يثق فى وعده
لثقيلى الأحمال ( مت 11 : 28 ) . فهل يكون هذا سلوكنا ؟!
+ والبشوش يبحث عن الحل
العملى ، أو البديل المناسب ، ولا يتجمد عند موقف سلبى ، ويكتم همه ، بل
يبوح به سريعاً لأب اعترافه ، أولإنسان حكيم ( مرشد روحى ) ، يستطيع أن يُرشده لحل
مناسب ، يُريح قلبه
+ والكئيب يقول مع القديس
توما : " نذهب ونموت مع لعازر " ( يو 11 : 16 ) ،
بينما يقول البشوش مع المسيح : " لعازر حبيبنا قد نام " (يو 11 : 11 )
لا حظوا أسلوب توما ، وأسلوب السيد المسيح ،
الذى خفف من كلمة " مات " لأنه لا يُريد أن
يُحزن الناس
+ فافرحوا ( يا أخوتى
وأخواتى ) بالرب وبعشرته دائما ً، تتمتعون بالبشاشة ، فيرضى عنك الله ويًحبك الناس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق