الاثنين، 24 يونيو 2013

البشاشة والكآبة



ما بين البشاشة والكآبة

" أسرّ وأفرح معكم أجمعين " ( فيلبى 2 : 17  )
 + الشخص المسيحى الممتلئ بالروح القدس ، يمتلئ أيضاً بالفرح والسرور ، والهناء والسعادة والإبتهاج ، والبشاشة الدائمة ، وهى دليل الفرح الداخلى ، فى القلب المُحب والحنون والمتضع ( غل 5 : 22 ) ، والمرتبط بكل وسائط النعمة والحكمة ، على نقيض الإكتئاب والحزن الشديد ، الضار للنفس والناس ، والجالب الغضب من الرب ومن كل الناس 
 

 + وصاحب الوجه البشوش يشع السلام من حولِه ، وليس داخل نفسه فقط ، بل تظهر التعزية والفرح الداخلى ، فى قلوب النفوس الحزينة ، التى تستمع بحكمة إلى كلمات النعمة ، التى يرسلها الروح القدس لهم على فمه المبارك

+ أما الشخص " الكئيب " فهو شرير وعديم الإيمان وبعيد عن مصادر الفرح الروحى ، ولا تستطيع كل وسائل العالم الصناعية أن تُبعد عنه كآبته

 + وتظهر علامات الحزن على وجهه ، مع الضجر والتذمر ، والزهق والقرف والغم والأنطواء ( 2 كو 2 : 4 ) . وهو فاقد الرجاء ، وكثير التبرم والشكوى ، وقد يلجأ " للإدمان " للنسيان ، لكن للأسف بدون جدوى ، بل يجلب مزيداً من الهموم طول اليوم

 + أما البشوش فهو هادئ مطمئن ، يبعث الطمأنينة والرجاء والسلام ، فى قلوب الآخرين ، كما فعل القديس أنبا أنطونيوس دائماً

+ ويقول قداسة البابا شنودة الثالث :
" إن البشوش لا يعيش فى التعب الحاضر ، إنما بالرجاء يعيش فى الفرح المُقبل ، وإن لم يعش سعيداً فى الواقع ، يعيش فرحاناً فى الخيال والأحلام ، وانتظار تحقيق وعود الله ، وبالإتكال الكامل عليه "

 + وترتبط البشاشة بالزُهد فى الماديات ، فلا يحزن على فقدان شئ مادى ، ولا يشتهى أن يكون له ما لدى الغير من كماليات ، بل يفرح بالله ، أكثر من عطاياه ،
وبالتالى فلا يتعب من الحقد والحسد والغيرة والكراهية ، بل يفرح بما لدى الناس ، ويشكر الله عليه معهم

 + والشخص البشوش يشيع جواً من البهجة والمرح والفرح ، والسلام والأمان ، ويُنسى الناس أحزانهم ، ويساعد على حل مشاكلهم ، بكل ما يستطيع من مُساندة ،
ويعطى تفسيراً مُريحاً ، وأخباراً سارة ، لا ضارة ، ولا مُعثرة ، أو مُجلبة للهموم الدائمة

 + والشخص الكئيب يحمل همومه ، ويفكر فيها ليل نهار ، وكل وقته ، أما البشوش فيتركها كلها لله ، لكى يحملها عنه ، لأنه يثق فى وعده لثقيلى الأحمال ( مت 11 : 28 ) . فهل يكون هذا سلوكنا ؟!

 + والبشوش يبحث عن الحل العملى ، أو البديل المناسب ، ولا يتجمد عند موقف سلبى ، ويكتم همه ، بل يبوح به سريعاً لأب اعترافه ، أولإنسان حكيم ( مرشد روحى ) ، يستطيع أن يُرشده لحل مناسب ، يُريح قلبه

 + والكئيب يقول مع القديس توما : " نذهب ونموت مع لعازر " ( يو 11 : 16 ) ،
بينما يقول البشوش مع المسيح : " لعازر حبيبنا قد نام " (يو 11 : 11 )

لا حظوا أسلوب توما ، وأسلوب السيد المسيح ، الذى خفف من كلمة " مات " لأنه لا يُريد أن يُحزن الناس
 + فافرحوا ( يا أخوتى وأخواتى ) بالرب وبعشرته دائما ً، تتمتعون بالبشاشة ، فيرضى عنك الله ويًحبك الناس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق