الاثنين، 10 يونيو 2013



متى نتعامل بشده مع الاطفال

   
 
الإفراط في تدليل أطفال أمر له مساوئه ونتائجهالضارة كما أن المبالغة في استخدام الشدة معهم قد تؤدي إلى نفس النتيجة – ولكينتعرف على الأسلوب الأمثل في تربية الأطفال وتنشئتهم علينا أن نعرف أن للطفل حاجتينأساسيتين الأولى : الحاجة إلى الأمن والثانية حاجته إلى المخاطرة :
ومن السهل أننتبيّن من سلوك الطفل تعبيرا واضحا ملموسا عن هاتين الحاجتين ، فحاجة الطفل إلىالطعام والتصاقه بوالديه وهربه من الخطر هو اتجاه نحو طلب الأمن واتجاه الطفل نحوالأشياء وتركيبها وإشباع غريزة حب الاستطلاع لديه إنما يدل على اتجاه إلى المخاطرةويجب على الأسرة تتوفر للطفل ضمانات تحقيق هاتين الحاجتين وأفضل مظاهر السلطةالضابطة والموجهة للأسرة تكمن أساسا في ظاهرتي الثواب والعقاب ولكل من هاتينالظاهرتين حدودها من حيث الكم والكيف فالثواب يجب أن لا يرتبط بعمل أساسا من صميمواجب الطفل لان أثابته عن عمل من واجبه قد يخلق منه شخصا ماديا يربط دائما بينالعمل الذي يؤديه حتى وان كان عملا مطلوبا فلا يجوز مثلا أن يثاب الطفل لأنه تناولطعامه في مواعيدها المقررة بينما ممكن أثابته إذا قدم إحسانا لرجل فقير – ومنالأفضل أن تكون الإثابة معنوية كأن تمدح العمل الذي أداه الطفل وتصفه بصفات حسنةلان الإثابة المعنوية إذا ما أحسن تطبيقها وتوجيهيها تساعد على تنمية الضمير الحيفي نفوس الصغار وفي أي الحالات يجب أن لا يكون الثواب غرضا في حد ذاته سواء كانماديا أو معنويا وإنما يجب أن يكون وسيلة تدفع الطفل إلى تعلم وممارسة قيم السلوك - ومما يساعد في ذلك إتاحة الفرصة أمام الطفل لكي يختلط بمن هم في مثل سنة فذلك يعودهعلى الأخذ والعطاء وبالتالي يتخلص من أنانيته بالتدريج ويساهم أيضا في نموه العقليويتدرب الطفل على تعلم فكرة الحق وفكرة الواجب كما يستطيع أن يكون عن نفسه فكرةصحيحة من خلال مقارنة إمكانياته ومقومات شخصيته بما هي عليه عند أقرانه وهذه الفكرةتكون في الواقع أكثر دقة بزيادة تعامل الطفل مع غيره .. وكما أن للثواب ضوابطه التيأوضحناها فأنه من الواجب علينا أن لا نوقع العقاب بأطفالنا إلا في الحالات التيتضطرنا إلى ذلك ويحسن أن يكون العقاب نفسيا أو معنويا مثله في ذلك مثل الثواب لانالعقاب النفسي كالتوبيخ أو العقاب المعنوي كحرمان الطفل من النزهة قد يكون أكثرإيجابية في نتائجه من العقاب البدنية تمثلا في القسوة والضرب – حيث تعتبر القسوة منأسو أو أخطر الظواهر التي يتعرض لها الأطفال وتهدد حياتهم – وظاهرة الضرب ليستقاصرة على طبقة أو فئة معينة بل أنها مشكلة كل الطبقات مهما اختلف مستواها الثقافيأو الاجتماعي – ولا شك أن اللوم يقع في هذه المشكلة على الأب والأم - وعند محاولةالبحث عن أسباب ظاهرة القسوة وضرب الأطفال وجد أهمها :
· الحرمان ويقصد بهحرمان الآباء أنفسهم من حنان الوالدين فقد تبين أن نسبة كبيرة من الآباء الذينيعاملون أبناءهم معاملة سيئة قد سبق ومروا بتجارب قاسية في طفولتهم
· النشأةفي جو من الدقة والصرامة فمن الطبيعي أن الوالدين الذين سبق وعوملا في طفولتهمابصرامة أن يكون طفلهما نسخة منهما وقد يكون سبب معاملة الآباء لأبنائهم بهذاالأسلوب هو الخوف من إفساد الطفل إذا عاملوه معاملة أكثر حنانا وتدليلا.
· ومنأسباب القسوة أيضا عدم وجود مصدر بديل لرعاية الطفل ففي الماضي كان الجد أو الجدةيعيش مع الطفل ويقدم له كل حب ورعاية وأثناء غياب الأب أو ألم – أما الآن فانالأبوين يعيشان في منزل مستقل بهما مما يجعل الطفل يفقد حب وحنان هذا المصدر البديل .
· عدم وجود وفاق بين الزوجين وانشغال الزوجة بالعمل خارج المنزل قد يعرض الأملضغوط نفسية تجعلها غير قادرة على توفير العناية اللازمة للطفل وبالتالي معاملتهمعاملة غير حسنة .
أن ضرب الأطفال ومعاملتهم يؤثر تأثيرا كبيرا على نفسيتهممما يؤدي إلى :
1. تحطيم الطفل معنويا نتيجة افتقاده الحب والحنان الأسرىومعايشته حياة غير مستقرة وسعيدة .
2. قد تؤدي القسوة إلى إعاقة نمو الأطفال نمونفسيا طبيعيا .
3. إزاء صرامة أو قسوته قد يتحول بعض الأطفال إلى العناد والمشاكسةفلا يستطيع ألوالدين الوفاء باحتياجاتهم مهما فعلا.
4. انطواء وانعزال الطفلوشعوره بالخوف والرعب من أي شيء خاصة الأشخاص .
5. الإحباط والتأخر الدراسي .
أن العلاج الناجح لظاهرة القسوة وضرب الأطفال يجب أن يشمل الوالدين والطفلوبالنسبة للوالدين يجب إيضاح معنى الأبوة والأمومة لهما وأنها تعني القدرة علىتوفير الحب والحنان والرعاية للطفل كل دقيقة دون الشعور بالاستياء ودون انتظار أيمقابل .أما بالنسبة لعلاج الطفل يعاني من قسوة الآباء فيجب عرضه على الطبيب النفسيفورا خاصة إذا أدت سوء معاملة الأب وقسوته إلى إصابة الطفل ويجب مصارحة الطبيب بماحدث وعدم إخفاء الحقيقة عليه مما يساعده في اختيار العلاج النفسي والطبي- ولعلأمثلة طريقة لعلاج ظاهرة القسوة هي منع حدوثها أملا بنشر الوعي الصحي والإرشادالنفسي بين الأمهات حتى قبل الولادة .. وتهيئتهن لاستقبال الطفل ومعاملته معاملةسليمة
وفي مجال تربية الأطفال بصفة عامة – يجب أن تكون للوالدين سياسةثابتة إزاء معاملتهم فإذا ما أظهر موافقتهما على تصرف معين في وقت ما فلا يجوزإظهار عدم موافقتهما على نفس التصرف في وقت آخر إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك وعليهمافي هذه الحالة أن يقدما تبريرات كافية ومقنعة لأسباب تغيير موقفهما فالسياسةالثابتة هي التي تساعد الطفل على سرعة الحكم الصحيح على سلوكه
عزيزي الأبعزيزتي الأم :
إن طفلكما بحاجة إلى حبكما وحنانكما الفياض - لذا حاولوا دائماأن تمدوه بهم واحذروا القسوة والتعسف في معاملتكما معه لان ذلك يعوق نمو وبناءشخصيته نموا طبيعيا . والرأي السائد والراجح هو توفير نوع من الثبات والحزم مع قدرمعقول من العطف واللين في تربية الأطفال .

هناك تعليق واحد:

  1. الى قراء المدونه الاعزاء هذه مدونه متخصصه فى مشكلات الافراد والاطفال النفسيه واتمنى منكم من يجد اى تعليق او تقصير او يرغب فى قراءة موضوع ما ان يرسل الى واشكركم على على حسن المتابعه

    ردحذف